يوسف الحربى – الدمام – المختصر الاخبارية
اختتم مساء أمس معرض الفنانة زينب ال يوسف، “دروب”، في قاعة عبدالله الشيخ للفنون في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، والذي استمر سبعة أيام.
المعرض افتتحته الاعلامية نوال ال يوسف، شقيقة الفنانة، التي أكدت أن معرض شقيقتها عكس لوحاتها باحساس مرهف ورغبة في التواجد في الساحة التشكيلية بهمة ونشاط وعطاء يكاد يقترب من الرموز الفلسفية التي تلامس شغلف القلب، وتداعب احساس المتلقي لهذه الاعمال من دون ان تترك له اشارات بارزه تكشف المراد، وتطرح من خلال تعبيرها باللون والفرشاة عن مخزون ثقافي تختزله في شكل قصص على هيئة أحلام وطموحات لطالما سكنت في اعماقها، من خلال مشاركة الاخر قضاياه وطرحها لبعض قضايا المرأة المعاصرة بأسلوب فني جميل وبألوان متقاربة حينا ومشافرة حينا آخر، تنمي عن ارتباطها بالمحيط الاجتماعي والثقافي كما هو انعكاس لبيئتها المحافظة.
وأوضحت الفنانة التشكيلية زينب ال يوسف أن أعمالها تحمل قضايا معاصرة يعيشها الانسان، وقد ترجمت هذه القضايا في مجموعة من اللوحات الفنية بأحاسيسها و أفكارها الخاصة و هي مستوحاة من الواقع الاجتماعي وواقع المنطقة الأليم الدامي – و حليّة الدم البشري المراق في كثير من بقاع العالم الإسلامي والعربي بل العالم كله، جاء ذلك خلال افتتاحها معرضها الشخصي “دروب” في قاعة عبدالله الشيخ للفنون في جمعية الثقافة والفنون في الدمام.
مضيفة ال يوسف أنها وظفت الأرض المطالبة للسلام في بعض لوحاتي كتشبيه بالإنسان المتعطش للسلام وتوظيف الحمامة كرمز للسلام الذي يحن إليه بني البشر كما أن السيلان الأحمر و تصدع الأرض دليل على اختلال ميزان العدالة بسبب كثرة الحروب و المشاكل في كثير من المناطق على الكرة الأرضية وهي دعوة إلى الوحدة و السلام و عشق كوكبنا الجميل الأ رض و كلها منطلقات تؤدي إلى صون الجسد البشري و الحفاظ على كرامته و صيانة حرمة إراقة الدماء البشرية .
و في الدرب الآخر لوحات تحكي عن النفاق الاجتماعي و الامراض الاجتماعية المستعصية و المتفشية في المجتمع حيث التلاقي في المكان و التنافر في القلواب و الحسد و التلاعب بالمشاعر.
ودربٌ من تجربتها الفنية يطرح قضية المرأةً في الميراث حيث كثيراً ماتحرم من حقها الشرعي والطبيعي في الميراث .
و تكرار عنصر الجرة كرمز في معظم الأعمال جاء من منطلق التشابه بين الجرة وجسد المرأة و المادة التكوينية للمرأة كبشر و المادة التكوينية للجرة ، فإذا كسرت الجرة لا يمكن إصلاحها كذلك مشاعر المرأة حينما تكسر قد لا يعالج كسورها الزمن .
و هناك دربٌ فيه دعوة للإنسان من عدم الخوف من انقطاع الرزق أو عدم الحصول عليه لأن الله تكفل به فالطيور و منها الصقور يأتيها رزقها وهي في السماء – فحينما تحدث دورة الماء في الطبيعة و يتبخر ماء البحار و الأنهار و يتصاعد إلى طبقات الجو العليا فهي تحمل معها اسماك صغيرة تلتقطها الطيور فيي الجو فتجد رزقها و هذا مصداقاً لقوله تعالى : ( و في السماء رزقكم و ما توعدون ).
و أن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى و ليست بيد بني البشر الذين يسعون لقطع أرزاق الناس ، و هذه ليست دعوة للتكاسل و التواكل بل هي دعوة للتوكل و السعي في طلب الرزق .
و قد وظفت الحرف العربي في بعض الأعمال وهو أسلوب أضفته على بعض لوحاتي حيث تجمع بين جماليات الحرف العربي و قيم التشكيل الحديث .