يوسف الحربى – الدمام – المختصر الإخبارية
ضمن فعاليات مهرجان الدمام المسرحي العاشر للعروض القصيرة، قدمت فرقة نادي المسرح بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مسرحية “للعرض بقية” على مسرح إثراء – في موقع برنامج ارامكو السعودية للإثراء المعرفي، مساء أمس، وهي من تأليف واخراج راشد الورثان وبطولة حسين العامر وأحمد الشايب ومحمد البركات وأحمد العيسى ومجموعة من الشباب.
العرض يتناول عدة قضايا حياتية تنبع من خلال الرغبة الفردية للإنسان بمقابل العمل الجماعي وهو يركز أكثر على ما وصل إليه بنو البشر في حب الذات وظلمهم لبعضهم البعض ومحاولة الوصول لكراسي السلطة مهما كان الثمن حتى لو كان على حساب أقرب الناس، ويكشف العرض حالة الشعوب المنغلقة على نفسها والتي تعتري أمام أاي حدث أو متغيرات وتكون هشة وقابلة للإستعباد وفي نفس الوقت لا تكون لديها قابلية أبدا للتغيير واستقبال متطلبات ومتغيرات الحياة والتطورات المتسارعة.
مشهد “الجثة” التي كانت اللوحة الرئيسية في العرض والتي دارالنقاش طوال العرض حول مصيرها ،هل هوالدفن أو الرمي ..؟تلك اللوحة أثارت العديد من الأسئلة منها ماذا يبقى بعد رحيلك كإنسان ماذا قدمت لنفسك ولمجتمعك ولأمتك، ماذا لو أتيحت لك الفرصة كمسئول كوزير كرئيس ماذا ستقدم وستعطي للمجتمع ؟ وهل ستستمر على طريق من سبقك.. ؟.
لقد أستخدم المخرج إمكانيات الممثلين الإثنى عشر الجسدية وخاصة في التغيير والتحول من لوحة إلى أخرى بشكل سلس ودون أي تكلف.
كان الأداء الجماعي للممثلين جيدا وخاصة في حركة الجسد ونطق اللغة العربية بدون تعقيد وفلسفة مما جعلها تصل إلى مسامع الجمهور بكل أريحية، ولكن الملاحظ هو البطء في بعض الأحيان في حالة الإنتقال من لوحة إلى أخرى ولكن ذلك لم يؤثر على العرض.
الندوة التطبيقية
عقدت الندوة التطبيقية أدارها ماهر الغانم وشارك فيها مخرج العمل راشد الورثان والفنان عبدالله السعداوي بقاعة عبد الله الشيخ بجمعية الثقافة والفنون.
تحدث السعداوي: ليس هناك شيء اسمه عرض في المسرح وأقصد ليس هناك ثمة اكتمال للمسرح والمسرح هو سؤال كبير في عالمنا الحياتي.
العرض جاء بعنوان “للعرض بقية” والبقية لم نراها ويمكن أن تنتهي المسرحية كما كانت البداية.. اللعبة وفي الأخير ينتهى النص.
“للعرض بقية” لعبة ورشية أكثر من عرض مسرحي والإشكالية أن النص سار على منوال واحد وعلى الحالة الأولى للعبة التي كانت بداية المسرح نزع الأحذية ورميها في الأرض والنقاش حول دفن الجثة.
وبقراءة بسيطة يفهم من المشهد الأول كل العمل أي أن النص من البداية معروف ومنتهي رغم محاولة المخرج أن يحول العمل إلى مجموعة من الإشارات واللوحات والإسقاطات وأيضا أصبح حالة أحادية على مستوى الحركة، حركة واحدة من الجهة اليسرى واليمنى وهي التي منعت تحرك الممثلين بحرية أكثر رغم أن المخرج حاول الإستفادة في بعض الأحيان من وسط المسرح في إنزال بعض الممثلين من خلالها أصبح للممثل مفهوم ووعي عن كيفية الحركة على الخشبة وأين سيكون.
وفي مداخلة للمخرج عبدالهادي القرني قال: ليس في العرض شخصية رئيسية وكان العمل مركز أكثر حول محور “الجثة” الممددة على المنصة والصراع الفكري والثقافي عليها وهي بمثابة أشارة إلى ما يفعله الانسان قبل الموت وهو ما أعطى المتلقي مساحة من التفكير والقراءة بأكثر من صورة ومشهد، وبرز مشهد الكرسي وحالة التغيرات التي تصيب الفرد عندما يعانق جسده الكرسي فيتحول الى شهواني أو قاتل أو أصم عن متطلبات مجتمعه والأمة التي يعيش بينها وأيضا طرح مسألة كون الفرد يكون قائد أو مسئول والمهام الصعبة التي تنتظره وكيف يستطيع أن يكون مختلفا عن من سبقه ،وأيضا تبرز في المسرحة حالة الشعوب التي لا تمتلك المقدرة على الإنفتاح والتطوير والتفكير بصورة حضارية وعميقة حتى لو حصل لها موعد مع الحرية والديمقراطية.
فيما قال المسرحي ابراهيم جبر: للمرة الثانية نرى في المهرجان المخرج هو المؤلف وهو ممثل وهي مسألة تحتاج إلى مراجعة من قبل المسرحيين، وعلى المخرج أن يبحث عن نصوص من مؤلفين حتى يكون عمل جماعي وحالة من التشابك الإيجابي ما بين المخرج والمؤلف والممثل.
وأشاد المسرحي علي البحراني بالعرض خاصة وأنه العرض السادس لشباب جامعة البترول وهو في حالة تجلي وتصاعد من عرض إلى آخر وهو يدل على أن الشباب يقومون بمراجعة لأداءهم في كل عرض، ولكني كنت أتمنى أن يكون هناك مساحة للحوار والمشاهد تكون أقوى وأكثر أثارة.
وأثار المخرج محمد الحلال مسألة الإهتمام بالطاقات والقدرات الشبابية من الجامعة والمدرسة والإستمرارية في التمثيل المسرحي خاصة وأننا نمتلك خامات حقيقية في العمل المسرحي.
وقال مخرج العمل راشد الورثان: عمل “للعرض بقية” خرج بمثابة ورشة في جامعة البترول مع مجموعة من الشباب الذين كانت لهم فرصة من خلال العمل وأبراز طاقاتهم وقدراتهم التمثيلية والعرض كان مفتوح دون وضوح للمكان والزمان ولا حتى مساحة وكان واضحا أن كل ممثل كان يستطيع أن يقوم بأكثر من دور من خلال العرض.
وعن مسألة الجثة التي كانت محل نقاش وحوار يقول الورثان: وجود الجثة طرح مجموعة من الأسئلة وحتى الرمزية لمن يشاء أن يقول، هي تسبب حالة من البركان والزلزال في التفكير للانسان وتترك للمشاهد أن يفكر كما يريد، ونريد أن نعيش بحب وسلام وأننا لا نستطيع أن نهمش ونلغي الآخرين بحروب وقتل وذبح، علينا أن نتقبل الآخر ويتقبلنا الآخر لنعيش وتعيش الأجيال القادمة.