رمضان العوامى -القاهرة – المختصر الاخبارية
سعى رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب لتبرير خفض الدعم عن الوقود والغاز الطبيعي الذي بدأ سريانه اليوم السبت قائلا انه اجراء ضروري لاصلاح الاقتصاد الذي تضرر بسبب الاضطرابات المستمرة منذ اكثر من ثلاث سنوات.
وقلصت مصر اعتبارا من منتصف ليل أمس الدعم على وقود السيارات والغاز الطبيعي لتزيد أسعارهما بأكثر من 70 في المئة. وأدى الاجراء إلى احتجاجات متفرقة فقد تظاهر على سبيل المثال عدد من سائقي الحافلات الصغيرة في مدينتي السويس والاسماعيلية للمطالبة برفع تعريفة الركوب لتعويض زيادة أسعار الوقود. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وأظهر الاجراء عزم الحكومة على خفض الدعم الذي يلتهم ما يصل إلى خمس الميزانية السنوية. وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي اليوم السبت إن القرار اتخذ “بعد دراسات دقيقة.” وأضاف “ازاي أنا هحقق عدالة اجتماعية بأي منطق وأنا قاعد ادعم الغني على حساب الفقير.”
وقال محلب إن الدولة في حالة حرب ضد الفقر والجهل مضيفا ان الاموال التي سيتم توفيرها من خفض الدعم ستذهب لقطاعي التعليم والصحة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي المنتخب حديثا عين الشهر الماضي حكومة محلب التي فرضت ايضا ضريبة 10 في المئة على أرباح البورصة وزادت أسعار الكهرباء.
وتأتي اجراءات التقشف الاقتصادي في اطار محاولات مصر تقليص العجز في الميزانية إلى 10 في المئة من اجمالي الناتج المحلي في العام المالي القادم من عجز متوقع بنسبة 12 في المئة في العام المالي 2013-2014. وقد تتسبب مثل هذه الاجراءات خاصة التي تطبق على السلع الأساسية مثل الوقود في رد فعل عنيف من عدد كثير من سكان مصر البالغ 86 مليون نسمة نصفهم من الفقراء والاميين.
لكن بعض المحللين رحبوا بهذه الاجراءات. وقال سيمون وليامز كبير المحللين الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط في بنك اتش اس بي سي “انها خطوة اولى ايجابية للغاية وبيان واضح للنوايا. هذه الاجراءات يتم التحدث عنها منذ نحو عشر سنوات.”
وأضاف وليامز “لن تحل (الاجراءات) بمفردها العجز في الميزانية لكن من المشجع ان نرى نظاما جديدا يضعها موضع التنفيذ في نهاية المطاف. وشكا بعض أصحاب السيارات ومستخدمي وسائل النقل العام في القاهرة من ارتفاع اسعار الوقود. وقال موظف بالقطاع العام يدعى ابراهيم علي وهو يستقل سيارته “هذا ظلم ..الاسعار كلها ترتفع بالفعل فما الداعي لان تفعل الحكومة ذلك وتزيد اسعار الوقود الان؟ الناس لن يعجبها ذلك وقد يتسبب في غضب المواطنين من الدولة.”