المختصر الاخبارية – الرياض
لاكثر من ساعتين خيمت الدهشة على القائمين على معرض استديو البارعين في برنامج ارامكو للاثراء المعرفي في الرياض، بعد ان تمكن كفيف يبلغ من العمر 14 عاما ، تمكن من انجاز تجارب ذات طابع معقد و تحتاج إلى مستويات ذكاء عالية ، في وقت يعد قياسيا، دلف الطفل سعيد القحطاني محفوفا بتشجيع والدته إلى مختلف الاجنحة متحديا باقي الاطفال، وغادرها مسجلا ذهولا اكتسح الزوار و القائمين على معرض استديو البارعين..
معتمدا على حواسه التي حباها له الخالق ، و ذكاءه الفطري ، تالق القحطاني في تجارب فيزيائية يعرضها استديو البارعين لحث الاطفال على التعرف عن كثب على العلوم الطبيعية و تقريبها الى نفوسهم، حيث بدا سعيد متفاعلاً مع مجسم أنبوبة الهواء ، و تمكن من خلاله تصنيع أشكال هندسية عديدة ، مراعياً فيها عوامل الوزن وتصميم التجاويف الهوائية ، والتي تحول دون خروج الهواء منها مما يحدو بالشكل الهندسي المصمم إلى الوقوف في منتصف الأنبوبة ، وتكون ثابتة أحياناً أو متأرجحة ، ويختلف مكان ثبوتها في الأنبوب حسب وزنها وتصميم التجاويف ، فثقل الشكل وعدد التجاويف هو المفصل الرئيس في براعة التصميم ومدى نجاحه ، إضافة إلى البراعة الاستثنائية التي اظهرها الطفل سعيد ، في إتقان توجيه القنوات المعدنية المخصصة لمجرى الكرة الجدارية حيث تعد هذه التجربة مقياسا دقيقا على ذكاء الاطفال و مهاراتهم الحسية ، تمكم سعيد فاقد البصر من تحويل الجدار الى قطعة فنية ، مستخدما حدسه الفطري في استخدام الجدار المخصص للكرة و القنوات النصف اسطوانية “بعضها ثابت والبعض متحرك”، حيث يتم تغيير القنوات المتحركة بطريقة فنية تتناسب مع القنوات الثابتة ، لكي يسهل جريان الكرة في هذه القنوات وحتى وصولها للمنطقة المحددة ، فتجده يتلمسها ويتفاعل معها في عقلة ، بل وكأنة يراها وهو يسمع صوتها عند وقوعها على سطح القناة المعدنية التالية .
وعند سؤاله عن مدرسته أجاب ” أحب المدرسة وأحب مادة العلوم والرياضيات بس أكثر شي أحبة الانجليزي وأستاذ الانجليزي” في إشارة منه على شغفة باللغة الانجليزية وتقديره لمعلمة، حيث كان له الدور الأكبر في استفادة سعيد باللغة الانجليزية ، وعن مشاركاته التي سبقت أو المعارض قال ” شاركت في مسابقات في المدرسة ودايم أشارك في الإذاعة” ، سعيد لدية ميول إعلامي فهو يعتلي المنبر الإذاعي المدرسي، و أوحى إلى ذلك في هواياته مؤكداً انه يتابع الأخبار بصفة يومية ويفضل برنامج “الثامنة مع داود” ، لاهتمامه بذوي الاحتياجات الخاصة ، و أوعز سعيد عدم مشاركاته في مسابقات أو معارض أو حصوله على دورات إلى سكنه في مدينة الخرج وبعدها عن الرياض .
شكلت زيارة سعيد الى ارض برنامج إثراء المعرفة بالرياض ، مصدر سعادة والهام بالغين للقائمين على البرنامج و الحضور على حدٍ سواء ، في مشهدٍ ينبؤ بولوج المعرفة في العقول المتبصرة ، وهو ماتسعى ارامكو السعودية إليه عبر سلسلة برامجها للإثراء المعرفي والتي يشرف عليها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي ، وهو الذراع الثقافي من ارامكو السعودية ، والبرنامج في دورته الرابعة في الرياض ، بعد الظهران و الأحساء وجدة و يستمر وحتى نهاية الشهر الجاري ..