المختصر الاخبارية – الرياض
في السابعة من عمرها وقعت بيدها خريطة للعالم باللغة العربية ،ومنذ ذلك الحين انبجس في قلب طفلة يابانية لم تعرف طريقا للاستشراق حينها , وهي ابنة الشرق الاقصى على اي حال, انبجس في قلبها حب اللغة العربية و رقع المعلقات السبع على استار الكعبة، ومع سحنتها الآسيوية تبدو الخطاطة اليابانية نوره نوبوكو ساغاوا وكأنها شخصية عربية وهي تتحدث عن تفاصيل جوهرية في علم الخط العربي.
اثبتت ساغاوا بالدلائل القطعية أنها عاشقة من الدرجة الأولى لفنون الخط العربي، خصوصاً وان علاقتها بالخط العربي تلامس الثلاثين عاماً،
ساغاوا التي تزور برنامج اثراء المعرفة للمرة الثانية كتعبير خالص عن اعجابها بالطريقة التي ينظم فيها البرنامج الذي يعد حديث ابناء العاصمة السعودية منذ شهر ، حيث كانت نورة ساغاوا على موعد مع المهتمين بالخط العربي شهر يناير الماضي إذ نظمت ارامكو السعودية برنامج اثراء المعرفة في عروس البحر الاحمر .
ساغوا لم تكتفي بالأعجاب بالخط العربي فقط ، بل انطلقت بعد تخرجها في الجامعة لتعلم فنون هذا العلم، وكانت وجهتها الى حاضرة الأمويين دمشق، حيث عكفت أكثر من سنتين تدرس تفاصيل العلم على متن اثنين من أشهر الخطاطين العرب، وهما محمد القاضي وحلمي حباب، فأتقنت انواع الخط المختلفة ” النسخ والرقعة والثلث والديواني والفارسي ، والكوفي .
وفي الرياض حاضرة السعوديين ،و بينما كانت ساغاوا منغمسة في تعليم الخط العربي لعدد غير قليل من السعوديين والسعوديات في برنامج “إثراء المعرفة” الذي ترعاه آرامكو السعودية وينتهي نهاية اغسطس الجاري، ويهدف إلى تنمية روح الإبداع والمعرفة، كنت تسمع بوضوح الأحاديث الجانبية، التي تفضي الى وصف ساغاوا بـ”سفيرة الخط العربي في العالم”، يتنامى شعورعارم بسلاسة وسهولة اللغة العربية حيث تخرج من فم الخطاطة اليابانية من دون اي اشارة للعجمة او للعجز.
مسؤولة معرض قهوة الفن الذي يستضيف الفنانة اليابانية ، الاستاذه سحر الحمود اشارت إلى أن الهدف من جلب الخطاطة العالمية ساغاوا هو محاولة “إحياء الضمير الحسي صوب الخط العربي، بعرض نموذج واقعي أمام المتعلمين، إضافة إلى إحياء فن الخط العربي الأصيل بين الأجيال الجديدة”.
وقالت “إن إعجابا شديدا توجت به الخطاطة من قبل المتدربين والمتدربات الذين يتوافدن يوميا لتعلم أساسيات هذا الفن.”
الخطاطة اليابانية تبلغ من العمر 57 عاما، وهي تعرف كأستاذة في الخط العربي والفن الإسلامي في جامعتي واكو وأوساكا في اليابان ، إلى جانب أنها خبيرة متعاونة مع الجمعية اليابانية العربية، كما درست بعد الجامعة بالمعهد العربي الإسلامي في طوكيو التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
كما لقيت أعمالها في فنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية إقبالا منقطع النظير. وتقترب علاقة ساغاوا بالخط العربي من ثلاثة عقود تقريبا، وتتقن فنونه المختلفة.