خلال أمسية أقامها نادي الشرقية الأدبي ” بمقر جريدة اليوم ”  ضمن احتفائه باليوم الوطني

عدنان العليوي-الدمام-المختصرالاخبارية

أكد الدكتور إبراهيم المطرف أستاذ العلاقات أستاذ العلاقات الدولية المشارك بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن – سابقاً بأن العالم الإسلامي في حاجة ملحة إلى مشروع يساعد على أن يشارك المجتمع المدني دوله ومؤسساته الرسمية في تصحيح صورة الإسلام ، وان نوجد بيئة تراعي تنوع المجتمعين الإسلامي والغربي من خلال حوار وتعاون فكري ، وان نوصل الحوار إلى عمق المجتمع المدني في المجتمعين ، بالإضافة إلى إيجاد عمل مؤسسي مدني برعاية ودعم حكومي وفق آليات فاعلة لتصحيح المفهوم الغربي عن الإسلام ، بحيث نعرف بالعطاء الحضاري والعلمي للإسلام , ونوجه للغرب خطابا إسلاميا وإعلاميا ومدنيا معتدلا

وأوضح الدكتور المطرف خلال أمسية أقامها نادي المنطقة الشرقية الأدبي بعنوان  “العلاقة بين الإسلام والغرب –  تشويه صورة الإسلام وتصحيح مفاهيمه أنموذجاً ” ضمن فعاليات احتفاء النادي باليوم الوطني الرابع والثمانون للمملكة ,استضافتها جريدة اليوم أمس الأول ، بحضور رئيس النادي الأستاذ خليل الفزيع , ورئيس تحرير جريدة اليوم الأستاذ عبدالوهاب الفايز , وأعضاء مجلس إدارة النادي وعدد كبير من الحضور , وقدمها المدير الإداري للنادي الأستاذ سعيد سفر , بأن العلاقة بين الإسلام والغرب تمثل مفهوما حضاريا، ورابطة تعامل تاريخية ، وحديثا شيقا متشعب الجوانب ، ومن هنا فإن العلاقة بينهما اليوم لا يمكن فصلها عن تاريخها ، بل لايمكن فهمها إلا في إطار ذلك التاريخ ، مشيراً إلى أن حالة الاحتقان في العلاقات استقطبت اهتمام شرائح كبيرة من مثقفي العالم الإسلامي والغربي ،وزاد من ذلك الاهتمام، تصاعد حدة المواجهة بين الغرب والمنظمات الإرهابية ، تلك المنظمات التي ترتدي عباءة الإسلام وتنتسب اليه.

وأشار إلى أن الحوار من أفضل الأساليب المعبرة عن الأفكار، فنحن نسمع ونتفاعل بكثير من حواسنا ، الظاهر منها والوجداني والفكري ما يجعل الحوار عالقاً في أنفسنا، ومؤثراً فيها , فنحن نتحاور لنقيم الحجة ولندفع بالشبهة وبالفاسد من الرأي ، فنتعاون كمتناظرين لمعرفة الحقيقة ، والتوصل إليها،  وليكشف كل طرف منا ، ما خفي على صاحبه منهااستدلالا للمنطق ، ووصولا للحق ، ما يساعد على بناء الثقة، علما ان بناء جسور الثقة لحوار بناء، يحتاج لوقت طويل، ولكنه يوجد حلولاً جذريةتساعد على تغيير الصورة السلبية المترسخة في العقول .  ولقد عرف تاريخ العلاقات بين الإسلام والغربفترات حوار وتعاون،وفترات صراع وتطاحن

 وأضاف بأن الخوف من الإسلام في الغرب اليوم ،والذي اصطلح على تسميته بـ(الإسلام فوبيا) لا يعكس مجرد حالة الخوف من المسلم ، ولكنه تجاوز ذلك إلى رعب وهلع من الإسلام الإسلام الذي أصبحت ثقافته في نظر الغرب ، هي ثقافة الموت والانتحار وإراقة الدماء ،وأصبح العالم ،  وخصوصاً في أوروبا والولايات المتحدة، وكأنه مصاب بغثيان عقلي ، جعله يكره العرب والمسلمين ويراهم أقواماً من الاشرار والفوضويين ، مما أدى الى التحريض وإثارة الأحقاد والإهانات،وتدنيس المقدسات، وانتهاك الحرمات التي يأتي من أهمها الحملات التي شوهت صورة الإسلام، بشكل فاق التصور، وتم تشويه الحقائق حول الإسلام ،  وحضارته وواقعه، وإساءات أخرى استخدم في تنفيذها الصحف والمجلات والتلفاز ، والانترنت والمطبوعات والمنشورات ، والكاريكاتيرات ، والأفلام السينمائية إضافة الى افتراءات أعداء الإسلام من المستشرقين , كما أن هناك الدعوات لحرق القرآن الكريم وحظر بيعه في المكتبات العامة وهناك التطاول المستمر على المصطفى، صلى الله عليه وسلموهو تطاول يأتي ، وللأسف الشديد ، تحت مسمى ” حرية الرأي” و “حرية التعبير” وكأن حريتا الرأي والتعبير لاتكونا، إلا بالتطاول على الاسلام والمسلمين.

وقال الدكتور المطرف بأن الدور السعودي تجاه القضايا الأمنية على المستوى الدولي لم يكن وليد اليوم  ،بل هو سمة مميزة للدبلوماسية السعودية منذ زمن طويل  بيد ان هذا الدور قد اتخذ شكلا جديدا في العقد الأخير فقد تبنت المملكة سياسة التدخل الفعلي في الأزمات الإقليمية والدولية في إطار من الحياد وعدم الانحيازوهو أمر يتسق ومبادئ وثوابت السياسة الخارجية السعودية , حيث تمكنت تلك الجهود بمساندة القائمين على السياسة الخارجية السعودية من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والدولي، وصار للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية ، وتأثير أقوى في صناعة القرار العالمي  ، وعنصر دفع إيجابي في دوائر الحوار العالمي ، مما أعطى المملكة ثقلا عربيا وإسلاميا ودوليا جديد

ويرى الدكتور المطرف كدارس للعلاقات الدولية ومتابع لموضوع العلاقات بين الإسلام والغرب، بان الأقوال الرسمية فيما يخص تصحيح صورة الإسلام تفوق الأفعال  ، وأن ذلك يعود لضعف الجهود الرسمية من جهة  ، والى ضعف أداء الهيئات الإسلامية من جهة أخرى  ، ولعدم مشاركة المجتمع المدني في العالم الإسلامي في دعم الجهود الرسمية من جهة ثالثة .

وفي ختام الأمسية كرم رئيس النادي خليل الفزيع ضيف الأمسية الدكتور إبراهيم المطرف , كما كرم الجهة المستضيفة دار اليوم , والشركة الراعية .