حوطة سدير – فهد بن إبراهيم السويلم
الحمد لله رب العالمين ، أمرنا بشكره وذكره ، ووعدنا على ذلك المزيد من فضله { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد } والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي علمنا أن الانسان المسلم إما أن يكون في نعمة فيشكر الله عليها أو يكون في نقمة فيصبر عليها ، حيث قال 🙁 عجباً للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيراً له : إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له ، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له ) رواه مسلم ، ومن سنة الانبياء عليهم السلام الشكر لله عند الرخاء وحصول النصر على الاعداء وأقرب الأمثلة ما حصل في العاشر من شهر الله المحرم مما جرى في سالف الزمان عندما أنجى الله موسى و بني إسرائيل وأغرق فرعون الطاغية وقومه ، فصام موسى عليه السلام ومن معه يوم عاشوراء شكراً لله على هذه النعمة ، وصامه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم – وأمر الناس بصيامه شكراً لله عز وجل وتأسياً بموسى عليه السلام ، وكان يصومه – صلى الله عليه وسلم – في الجاهلية وكانت قريش أيضاً تصومه استناداً إلى ما عندهم من شرع مضى على الانبياء قبلهم ولهذا كانوا يعظمونه بكسوة الكعبة فيه ، سئل عكرمة عن صوم قريش لعاشوراء فقال : أذنبت قريش ذنباً في الجاهلية فعظم في صدورهم فقيل لهم صوموا عاشوراء يكفر ذلك ، وأخرج مسلم عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه وأمر بصيامه فقيل إن اليهود والنصارى تعظمه ، ففيه إشارة إلى أن عيسى عليه السلام كان يصومه ، وقد أخرج أحمد رواية عن ابن عباس زيادة في سبب صيام اليهود له ، وحاصلها أن السفينة استوت على الجودي فصامه نوح وموسى شكراً لله ، وقال أبوموسى الاشعري – رضي الله عنه – كان أهل خيبر – اليهود – يصومون عاشوراء ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم في يوم عاشوراء يوم صالح عظيم مبارك لدى الامم السابقة وأنه يستحب صيامه وأن له ليس بفرض وثبت أن يكفر السنة التي قبله ، وثبت في مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع أي مع العاشر كما في بعض الروايات ، قال العلامة ابن باز – رحمه الله – صوم التاسع مع العاشر أفضل ، وإن صام العاشر مع الحادي عشر كفى ذلك لمخالفة اليهود وأن صامهما جميعاً أي التاسع والعاشر والحادي عشر فلا بأس ، قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله – لا يكره إفراد عاشوراء بالصيام ولكن يفوت بإفراده أجر مخالفة اليهود وانه لا يسن قضاءه لمن فاته وذكر العلماء أنه لا يلزم تحري رؤية عاشوراء لأنه سنة وليس بواجب وإذا اجتهد الإنسان فصام وأخطأه كتب له الاجر كاملاً .
ولا يتخذ عاشوراء يوم مأتم وحزن كفعل الرافضة ولا يوم فرح وسرور وتوسعة على الأولاد كفعل النواصب فكل هذه أمور مبتدعة وليست مشروعة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين