شعر: حسين الصفار
لبحرُ يَأخُذ من دمي كُلَّ الصفاتْ
حَتى وإن كانتْ حياةْ
لأكونَ ذاكَ السَرمدُ المَنثورُ في عَرضِ البِحارِ بلا نَجاةْ
ولمَ النَجاةُ ,
و بَسمةُ البحّارِ تَبعثُ في رُفاتي
آيةَ الحُبِّ التي تُحيي الرُفاتْ
وبِنغمةِ النهامِ أُبعثُ للسما نجماً بروحِ العَادياتْ
و بظُلمةِ المسرى
سُكونُ الليلِ يَحملني
إلى ألقِ التَمني
كالورودِ المُزهراتْ..
ولمَ النَجاةُ ,
وأرضنا خَانتْ تَراثَ الطِينِ
واستهوت تُعريّ السُوءَ دونَ الطِيب
تجعلُ فِكرنا فيها نفكُ الأُحجياتْ..
واستمرأتْ نَتوسدُ البابَ الذي هو مسجدٌ خانَ الصلاةْ
وشِفاهُ مأساةٍ بها
حيناً تَجلى صَوتها
وهديلها:
يا ذِكرياتَ الفَجرِ
هيّا استفيقي هاهنا
في البحر
قدْ لاحتْ طُيوفُ الغيب
تَختصرُ المَسافةَ للسنا
وهنا جبينُ الضوء لاحَ لِيُحيي الذكرياتْ
الأرضُ يا ذِكرى تَمادتْ تَستبيحُ من الفؤادِ الأُمنياتْ
وتُهزُّ مَهدَ الأمسِ تُرضعهُ من التيهِ المعبأ بالأنا
ليكون في المستقبلِ اللآتي مَتاعاً للهداة
وعلى ثَرها كمْ تَكسرَ غُصنُ زيتونٍ
وكمْ ضمأتْ عَصافيرٌ على نهرٍ فُراتْ
والليلُ فيها يَرتدي ثَوبَ العزاء
وصُبحها كالطِفلِ تُنجبهُ الحنونةُ بالأسى
وتُصارعُ الصِرخاتِ منها للماتْ
والآنَ عُذري يا سَفينةَ لمْ أعدْ أَحتاجُ طوقاً للنجاةْ