ميني نيوز -ياسمين – الرباط
تستمر فعاليات الدورة الخامسة والثلاثون لمنتدى اصيلة الثقافي في المغرب، بطرحه لمواضيع مهمة وهادفة للنقاش، وكان “الربيع العربي من منظورنا ورؤية الاخر” عنوان لسلسة من الندوات التي فتحت نقاش حر هادف وموضوعي قدر الإمكان، شارك فيه نخبة من الدارسين والمتابعين عن كثب، عربا واجانب يمثلون مرجعيات فكرية مختلفة، حيث تقابلت وتعارضت الآراء بحثا عن الحقيقة المؤقتة أو النسبية في الظروف الراهنة.
توزعت جلسات الندوات وفق أربع محاور اخذت العناوين التالية: الحراك وإشكالية الديمقراطية، تعاطي القيادات مع الحراك العربي، الحراك العربي والتجاذبات الدولية، الحراك العربي: المال والبدائل. وابرز ما طرح في سلسلة الندوات مداخلة الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسىى الذي تعذر عليه الحضور بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها مصر، لكنه بعث مداخلة مصورة تحفظ من خلالها على مفهوم الربيع العربي، لكونه منقول نقلا على تطورات شرق أوروبا التي جرت بداية من العقود الاخيرة في القرن العشرين، وانه بنفس القدر لا يفضل إلقاء لفظ الحراك على الاحداث التي شهدتها عدد من الدول العربية، وفضل تسميتها بحركة تغيير ثورية كاملة لأنها في نظره، “تغيير عميق من حال إلى حال وفيها ثورية وشباب وعنفوان”.
كذلك في مداخلة لمحمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي سابقا، وصف من خلالها الربيع العربي بالظاهرة الغير مسبوقة، الذي يمكن تشبيهها بانفجار بركاني لازال يقذف حممه لحد الان، كما اكد رفضه لنظرية المؤامرة فيما يخص اندلاع الحراك الذي تعرفه الساحة العربية منذ أزيد من سنتين، معتبرا هذه الاتهامات تحط من قيمة الشباب العربي، وأضاف قائلا : “الربيع العربي لم يحركه حزب او تيار إنما هو حركة تلقائية انضمت إليه احزاب وتيارات… “.
واستمرت الندوات لمناقشة موضوع ” الربيع العربي من منظورنا ورؤية الاخر” لمدة يومين، بحضور شخصيات وازنة، تحدثت عن التجربة في بلادها والبلدان الاخرى، كبهية جواد الجشي النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى في البحرين، والتي وصفت أحداث البحرين بحراك للمطالبة بإصلاحات انحرف ليأخذ الصبغة الطائفية، كذلك تحدث توفيق بو عشرين مدير نشر ورئيس تحرير صحيفة اخبار اليوم المغربية عن الحراك المغربي الذي نتجت عنه عدة خطوات إيجابية كتغيير الدستور، ثم الإعلامي التونسي حسونة المصباحي الذي تحدث عن الثورة التونسية وتفاصيل الحكم الإخواني الذي تعيش في ظله تونس اليوم.
الربيع العربي بفصوله وألوانه وتقلباته، موضوع يتسم بالراهنية والحيوية وردود الأفعال. وكان محفز للكثيرين على المشاركة في النقاش الدائر حوله بحماسة ودفاع مستميت عن الرأي، بالنظر إلى تعدد الفاعلين في الحراك واختلاف مشاربهم.