ميني نيوز_ياسمين _الرباط
” الهوية والتنوع والامن الثقافي ” عنوان عريض طرح للنقاش ضمن فعاليات منتدى اصيلة الثقافي بالمغرب، بهدف تأكيد الاهمية القصوى التي يكتسيها الجانب الثقافي باعتباره المكون الرئيس لمنظومة القيم في حياة الأمم، وأجري نقاش صريح وحوار هادف بين المشتغلين بالحقل الثقافي من جهة والفاعلين في المجال العام من جهة اخرى.
ناقش المتدخلون موضوع الهوية خلال سلسلة من الندوات توزعت على ثلاث محاور أساسية: الهوية والخصوصيات الثقافية، التنوع الثقافي والتعددية السياسية، التراث الوطني والأمن الثقافي. ومن أبرز المداخلات المطروحة كانت كلمة محمد بن عيسى امين عام منتدى أصيلة، الذي أكد ان الربيع العربي فجر قضايا كانت مغيبة في مقدمتها إشكالية الهويات، وما يرافقها من خوف وقلق فكري من المجهول، بالنظر إلى مطالب يتداخل فيها العنصر الثقافي مع اهداف اخرى
غامضة أحيانا، كما اعرب عن خوفه من التهديد الخطير الذي يواجه الحضارات الإنسانية بدافع الهوية وحملات عدوان تستهدف رموز وعلامات تمثل رصيدا رمزيا مشتركا للإنسانية، وضرب مثال بأفغانستان ومالي وسوريا.
وفي مداخلة للشيخة مي بنت محمد بن إبراهيم الخليفة، وزيرة الثقافة البحرينية اكدت من خلالها ضرورة لوقفة تجديد الاهتمام بالتراث الذي ينبغي المحافظة عليه في مواجهة الموجة الساحقة للعولمة وما بعد الحداثة، معتبرة ان تحقيق الامن الثقافي ينطوي على التلاقح والتبادل مع الاخر خارج نطاق الانصهار والتبعية، كما انه يتبع بغزارة في الإنتاج الثقافي الوطني لسد الجوع الرمزي للأفراد والجماعات.
وأضاف فيكتور بورغيس وزير الخارجية والتعاون السابق في الرأس الاخضر، ان التنوع الثقافي معطى قائم على صعيد الأفراد والعائلات والمجموعات والامم، ورغم ذلك تنتشر في المجتمعات الدويلة سلوكيات تنحو إلى التنميط وتحويل التنوع غلى احادية، وأضاف ان التدابير
القانونية والمؤسساتية الحالية المهتمة بالتنوع الثقافي في العالم غير كافية.
كما تطرقت سلسلة الندوات إلى جانب مهم، متصل بالإشكال الناتج عن الحروب والنزاعات المسلحة حيث يتعرض الموروث الثقافي، وهو رمز الهوية الجماعية المتوارثة إلى تدمير او تلف ونهب في ميادين الصراع، وأكبر الامثلة الحاصلة في فلسطين والعراق وسوريا وافغانستان ومالي والصومال وغيرها. حيث تكون الفوضى وغياب الأمن والاستقرار سببا في ضياع كنوز ثقافية، هي في الواقع جزء من الإرث الإنساني المشترك وملك لها، يتم العب بها من قبل الجماعات المتحاربة، عن جهل بقيمتها وفي احايين أخرى عن عمد.