ميني نيوز – دبي
استعانت شرطة دبي بإثنتين من الدمى في قضايا التحقيق مع الأطفال وذلك لأول مرة في الشرق الأوسط لضمان الحصول على إفادات الاطفال في البلاغات المتعلقة بقضايا التحرش أو الاعتداء الجنسي والجسدي كما تم تجهيز غرف للأطفال تشعرهم براحة نفسية تساعدهم على التحدث بهدوء
وقال العقيد علي غانم مدير مركز شرطة بر دبي : إن المركز من الأوائل الذين طبقوا تعليمات القائد العام لشرطة دبي بخصوص الاستعانة بالدمى في التحقيق مع الاطفال اعتبارا من سن 4 سنوات فما فوق لافتا إلى أن الدمى تفيد أيضا في اختلاف اللغات والجنسيات الموجودة في دبي فيمكن للاطفال الإشارة على المناطق الحساسة التي يتعرضون فيها للتحرش أو الاغتصاب
وأضاف غانم أن المركز خصص غرفة خاصة للتحقيق مع الأطفال تتميز باختلافها عن الغرف التقليدية لمراكز الشرطة حيث صممت بطابع يشعر الطفل براحة نفسية منوها بأن الغرفة تضم اثنين من الدمى على شكل ذكر وأنثى وذلك بغرض استخدامهما في التعامل مع الأطفال الذين تعرضوا للتحرش أو الاعتداء الجنسي أو البدني
وأوضح أن شرطة دبي استحدثت أسلوباً جديداً للتحقيق في قضايا الأطفال يعتمد على استخدام دمى تشريحية أثناء الحصول على إفاداتهم لضمان شعورهم بالراحة والاطمئنان لافتاً إلى أن البلاغات المسجلة شملت جرائم تحرش أشخاص في مؤسسات تعليمية بأطفال
وأوضح أنه حرصا من شرطة دبي على معرفة حقيقة الفعل الذي تعرض له الطفل تمت الاستعانة بالدمى ويمكن للأطفال الاشارة إلى المناطق الحساسة من جسم الدمى خاصة من صغار السن والذين لا يتمكنون من وصف أو تسمية تلك الأماكن بدقة مبينا أن الدمى أثبتت فعالية كبيرة عند استخدامها في عدد من البلاغات
ونوه ايضا إلى أن المركز خصص اثنين من الموظفات المدربات للتعامل مع قضايا الاطفال حيث يتم اصطحابهم الى الغرفة المخصصة للتحقيق والمزودة بمجموعة من الالعاب والحلويات وتتميز بألوانها الزاهية المحببة للاطفال وتبدأ المحققة في مصاحبة الطفل وتطمينه ومن ثم الاستفسار منه عما حدث معه لافتا إلى أنه تم التحقيق مع طفل عمره خمس سنوات تعرض لعنف في المدرسة حيث قام الطفل بإعادة ما حدث معه مع الدمية وتبين أن إحدى المدرسات كانت تضغط على أذنه وتضربه بقوة على ظهره كذلك تم استخدام الدمى في قضية تحرش تعرض لها أحد الطلاب الذكور في المدرسة من أحد زملائه يكبره سنا وقام الطفل بالاشارة على منطقة حساسة لدى الدمية ومنها تم التوصل لحقيقة ما حدث
وقال غانم : هذا الأسلوب أثبت نجاحه في الآونة الأخيرة حينما تم استخدامه مع طفل تعرض لتحرش جنسي من قبل خادمته مشددا على أن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية تعطي رعاية كاملة للأطفال والأحداث الذين تعرضوا لجرائم إذ خصصت لهم غرف تحقيق بمواصفات معينة.
وأشار غانم إلى أن محققين مؤهلين يناقشون الجرائم بطريقة متطورة مع الأطفال والأحداث تناسب أعمارهم وحالتهم النفسية ويستعينون بالدمى التشريحية حين الحصول على إفاداتهم لضمان توفير أقصى سبل الراحة والاطمئنان وتعزيز ثقتهم بالمحقق موضحا أنه تمت الاستعانة بمراكز تدريب عالمية في هذا المجال لتأهيل الضباط المناوبين والمحققين للتعامل مع هذا النوع من الجرائم
وتابع أن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية خصصت خطاً مجانياً ساخناً لتلقي البلاغات من الجمهور حول الجرائم التي تقع على الأطفال والأحداث ويمكن لأي شخص الاتصال بالرقم المجاني 800243 والإبلاغ عن الضرر الذي وقع على الطفل
وكشف عن أن أغلب الأسباب التي أدت إلى وقوع جرائم حول الأطفال والأحداث حسب البلاغات تراوح بين الإهمال أو التفكك الأسري وضعف المراقبة وكذلك أصدقاء السوء وترك الأطفال مع الخدم والسائقين
واعتبر غانم عدم إبلاغ الشرطة خطأ كبيراً لأن الجاني ربما يفلت بجريمته ويكررها في مكان آخر مناشداً الآباء بعدم التردد في مراجعة الشرطة في حالة اشتباههم في تعرض أطفالهم للتحرش أو الاعتداء مؤكدا أن إحصاءات الشرطة أظهرت أن نسبة بسيطة من قضايا التحرش ضد الأطفال تصل إلى مراكز الشرطة أما غالبية هذه الجرائم فتتستر عليها الأسر عازياً تستر الأسر على تلك القضايا إلى الخجل الاجتماعي وغياب الثقافة الأمنية
وناشد مدير مركز شرطة بر دبي العقيد علي غانم الآباء بمراقبة مستمرة للأطفال وعدم الثقة بالغرباء الذين يتعاملون مع الأبناء أو يدربونهم إذ يتحتم عليهم جلب الأشخاص ذوي السمعة والأخلاق العالية مطالباً المؤسسات التعليمية وغيرها من مؤسسات يوجد فيها أطفال أو أحداث بالاهتمام والحصول على شهادة حسن سيرة وسلوك من التحريات للأشخاص الذين يتولون مسؤولية الأطفال وطالب بعدم ترك الطفل يذهب بمفرده أو مع الخادمة إلى البقالة أو في الحدائق الموجودة في الأحياء دون رقابة فضلاً عن إبعادهم عن الغرباء الذين يدخلون لإجراء أعمال صيانة أو غيرها في المنزل لافتا إلى عزوف آباء عن إبلاغ الشرطة في حالة تعرض أطفالهم لجريمة ما لأسباب اجتماعية