محمد الضامن -سنابس-المختصر الإخبارية
استضافت الجلسة الحوارية “حكاية شعبية”, والتي أقامتها الديوانية الشعبية, ضمن أنشطتها في مهرجان الدوخلة11 على كورنيش سنابس ,الكاتب ورئيس قسم الثقافة والفنون بجريدة الشرق القطرية الأستاذ صالح الغريب ,والذي ذكر أن مهرجان الدوخلة بالنسبة له يعتبر شيء كبير نتيجة إهتمامه بالتراث الشعبي .
حيث قال :عاصرت المهرجان منذ بداياته في وقت كان يقام على مدار يومين فقط إلي أن أصبح مهرجاناً بهذا الحجم وبهذا المستوى الموجود عليه اليوم, وأنا دائما مواظب على الحضور سنويا للمهرجان, وذلك للتعرف على التطورات التي تحدث فيه, وهذا العام حضوري مختلف وذلك لإستضافة الإخوان لي في الديوانية الشعبية للحديث عن مشروع “الحكاية الشعبية” الذي شاركنا في جمعه مع مجموعة من الزملاء في دول مجلس التعاون الخليجي, فالمشروع مهم جدا نهدف منه أن كاتب الدراما والمسرح والرواية والقصة كلهم يستفيدون من هذا المشروع, لأجل الإرتكاز على الموروث الشعبي في كتاباتهم ,لأنه للأسف الكثير من الكتاب ليس لديهم البعد الثقافي للمنطقة, فعندما يتناول تاريخ منطقة ما فهو يجهل بعض المفرداتها ,وبعض العادات التي مرت عليها ,على سبيل المثال عندما يتناول كاتب موضوع (سنة الطبعة) , تجده يرددها لكنه لا يعرف تاريخها و ماذا حدث فيها , ولهذا جمعنا عدد كبير من الحكايات الشعبية لكل منطقة في الخليج بلهجة الراوي, وبأنواعها سواء كانت أهزوجة ,أو بيت شعر ,أو أغنية ,وتم تشكيل فريق من كل دولة في الخليج للبحث عن الرواة وجمع معلومات عنهم ,وتم التواصل معاهم وزيارتهم وقمنا بتوثيق الحكايات الشعبية, ولقينا منهم تجاوب وتفاعل جميل .
وأوضح الغريب بعد إغلاق مشروع التراث الشعبي لمجلس التعاون في 2005م بسبب الضائقة المالية ,بدأت كل دولة من دول الخليج بشكل فردي بالإهتمام بالتراث الشعبي, ففي قطر تم ترميم سوق واقف وتم إنشاء مؤسسة الحي الثقافي ,وبناء مركز قطر للتراث والهوية للإهتمام بالتراث الشعبي القطري وتوثيقه مثل العادات والتقاليد ,وهناك إهتمام بإيصال هذا التراث للعالمية مثل تسجيل المجلس والعرضة في اليونيسكو .
وحول العودة المتأخرة في الاهتمام بالتراث الشعبي ذكر الغريب أنه لما بدأ التطور يدخل في دول الخليج, قامت بعض الدول بإزالة المباني التراثية ,من قلاع وحصون, ومجالس, لأنه لا يوجد مشروع تراثي لايوجد إهتمام فيه , و يمكن وصف هذه العودة بالجيدة فهناك كتارا وسوق واقف بقطر يقومون بجهود جبارة في إعادة هذا الموروث وتطويره ,فجميل أنتقوم بإستهداف الناس فيتفاعلوا معك, وتحقق ما بداخلهم وهو حب التراث والموروث الشعبي .
كما نوه الغريب إلى أن الإعلام كان له دور بارز في توثيق وإنتشار الحكايات الحديثة كحكاية سندريلا , بينما في السابق لو توفي راوي يعتبر كأنما أحترقت مكتبة متكاملة ,لأنه كانت هناك معاناة وصعوبة في تسجيل أو تصوير حكاية معينة لتوثقيها .
وأضاف أنا سعيد بتفاعل الحضور والزوار في جلسة اليوم ,ومع ما حصل لمشروع الحكاية الشعبية بشكل عام في الخليج من إهمال , وعدم الاستفادة منه, وكذلك سعدت بالحضور الكبير المميز من الجمهور بالنسبة لي ولمسيرتي الثقافية , وكنت في البداية متخوف من الحديث في الشأني التراثي والشعبي, لأنه أحيانا عندما أشارك في ملتقيات ومنتديات ثقافية البعض ينظر إلى الحديث عن التراث بأنه “تخلف” ولكن مارأيته هناك كان عكس ذلك تماما,لما لمسته من ثقافة موجودة عند الجمهور عن الحكاية والموروث الشعبي , و إستمتعت كثيرا بما قدمه الإخوان من صوت النهام والموال كانت الطريقة في الأداء تختلف ,فالجديد له طريقته والقديم له طريقته في الاداء , في النهاية تختلف الروايات لكن المشروع واحد .