اللبنانيين اوفياء لكل من يقدّم لهم الخير.
السفير السعودي علي عسيري “الإساءة لعلاقات لبنان بأشقائه هي إساءة للوطن”
شهدت السفارة السعودية في العاصمة اللبنانية بيروت، تدفقاً لوفود سياسية ونيابية وحزبية واقتصادية لبنانية للتضامن مع المملكة، وتؤكد هذه الوفود على الوقوف معها في وجه الحملات التي تستهدفها، وأن اللبنانيين اوفياء لكل من يقدّم لهم الخير.
ابواب سفارة المملكة مفتوحة : أعلنت السفارة ان أبوابها ستكون مفتوحة امام الوفود ، ، شدّد السفير السعودي علي عواض عسيري على ان «الإساءة لعلاقات لبنان بأشقائه هي إساءة للوطن»، مؤكداً حرص المملكة على لبنان وأمنه واستقراره، وعلى تمكين الدولة اللبنانية من النهوض وممارسة مسؤولياتها. ولفت إلى ان بعض الأصوات والجهات التي تسعى إلى النيل من علاقة لبنان بالمملكة لا تعبّر عن لبنان الذي نعرفه، لبنان الهوية العربية والوفاء للأشقاء والمنسجم مع محيطه وثقافته وتاريخه، في حين وجه وزير العدل المستقيل اشرف ريفي من السفارة «اعتذاراً كبيراً إلى المملكة على خطأ وزير الخارجية جبران باسيل يوم خرج عن الإجماع العربي، لافتاً إلى ان الأمور أصبحت في مكان غير مقبول ونعتذر عمّا قام به بعض المرتهنين منا”
نواب كتلة المستقبل: أبرز الوفود كان وفد من نواب كتلة «المستقبل» ضم النواب: جمال الجراح، خضر حبيب، سيرج طورسركيسيان، خالد زهرمان، امين وهبي، وغازي يوسف. وبعد لقاء الوفد مع السفير عسيري، قال يوسف: «أتينا اليوم لنؤكد لخادم الحرمين الشريفين وللسعودية وللشعب السعودي على العلاقات المميزة التي تربط لبنان بالمملكة. السعودية لديها فضل كبير على كل اللبنانيين منذ اجيال، الذين يعملون في المملكة ومن خلال المساعدات التي لم تتوقف من المملكة لإعادة اعمار لبنان. هي كانت دائما بجانب لبنان واللبنانيين في كل المحن التي مررنا بها”.
تيار “المستقبل“ : وزار السفارة متضامنا وفد من تيار المستقبل برئاسة الأمين العام للتيار احمد الحريري الذي قال: «أتينا الى السفارة السعودية في بيروت كي نؤكد موقفا واحدا وأساسيا، ان اللبنانيين جميعا أوفياء لكل من يقدم لهم الخير، والمملكة العربية السعودية هي من الاشقاء العرب والشقيق الأساسي للبنان، الذي كان يقف دائما معه في السراء والضراء أضاف: «المملكة العربية السعودية هي الشقيق الذي وقف مع لبنان في الحرب الاهلية، وفي كل الإعتداءات الإسرائيلية وآخرها في العام 2006، ولم نشعر يوما أن المملكة تمنن لبنان بأي أمر تقدمه له. لذا من واجبنا هذه الوقفة، وقفة امتنان واعتزاز للمملكة على كل مواقفها، ونحن باقون معها بحزمها وبمشروعها العربي الذي يمثلنا، وبكل ما لهذه المرحلة من صمود وتصد لكل المشاريع الغريبة عن هذا البلد.
وزير العدل اللبناني اللواء اشرف ريفي :
وزار السفارة السعودية متضامنا وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي والنائب معين المرعبي.
وبعد اللقاء قال ريفي: «المملكة العربية السعودية الدولة التي نحترم ملكا وولي عهد وولي ولي عهد وشعبا وحكومة لنقول نحن عرب مهما كلف الأمر. الدستور اللبناني في مادته الثانية ينص على ان لبنان عربي الانتماء والهوية، آسف ان اقول مضت يوم امس سبع ساعات في حوار على طاولة مجلس الوزراء لأن ننص سبعة اسطر ثم بعد ذلك وجدنا هناك سين وجيم، نعم ولا، ولا ونعم، انها من البديهات ان نكون عربا وسنكون عربا مهما كلف الامر. لبنان اكيد لبناني اولا نحن لبنانيون بالدرجة الاولى ثم نحن عرب وعرب فقط لا غير. اضاف: «انني اعبر عن مشاعر الاعتزاز في هذه الزيارة لأقول نوجه اعتذارا كبيرا للمملكة العربية السعودية على الاساءة التي حصلت من وزير الخارجية اللبناني يوم خرج عن الاجماع العربي، وهي كانت من بديهيات السياسة الخارجية اللبنانية، نقول نعم عذرا المملكة العربية السعودية اذا اخطأ وزير خارجيتنا، نحن الى جانبك نحن الى جانب الاجماع العربي، نحن الى جانب الدول العربية في صراعنا وفي حياتنا اليومية، ان نختلف على اليوميات امر طبيعي اما ان نختلف على البديهيات فهو امر غير طبيعي ولذلك قدمت استقالتي من هذه الحكومة عندما رأيت ان خلافنا ليس فقط على اليوميات بل على البديهيات والاساسيات، هويتنا العربية لا يستطيع احد ان يمسها ولا نسمح ان تناقش الهوية العربية مهما كلف الأمر”
البعض اعتبر ان تقديم الاستقالة التى قام بها وزير العدل هو تحد للرئيس سعد الحريري؟
اجاب: «أبداً الشيخ سعد الحريري اكثر من اخ واكثر من صديق له كل الاحترام والتقدير، لم يكن تقديم الاستقالة الا رفضا للواقع الذي وصلنا اليه في هذه الحكومة، اما ان نكون متوازنين على طاولة مجلس الوزراء تمرر الامور اليومية على قدم المساواة والامور الاستراتيجية يجب ان تكون بديهيات، لهذه الاسباب ان نمضي سبعة اشهر ولا نستطيع ان نحل ازمة النفايات للمواطن اللبناني هذا ليس امرا طبيعيا ويجب ان نقلب الطاولة، نعم يجب ان نقلب الطاولة، في المحصلة الاخيرة كان امامنا ملف امني حساس جدا جدا وهو ملف ميشال سماحة عرض كبند على جدول الاعمال لأربعة اسابيع متتالية ولم نستطع حتى ان نناقشه، لم نقره، هذا امر غير مقبول نهائيا، الى ان وصلنا الى هويتنا العربية، وصلنا الى البديهيات والاساسيات وشهدنا بالامس ما يجب ان نقلب الطاولة رأسا على عقب وان نقرع جرس الانذار مهما كلف الأمر».
اضاف: «أتوجه الى المملكة العربية السعودية في نهاية هذا اللقاء لأقول نحن الى جانبك نقدم اعتذارا كبيرا عما حصل من اخطاء من المرتهنين منا عملا بالآية الكريمة اللهم لا تؤاخذنا على ما فعل السفهاء منا، أيتها الدولة العربية الكبيرة لا تؤاخذي اهلنا على ما فعل المرتهنون منا والشكر لكم.
النائب خالد الضاهر : وحضر الى السفارة السعودية أيضا، النائب خالد الضاهر الذي قال بعد لقائه السفير عسيري: «جئت الى سفارة المملكة العربية السعودية لأقول شكرا للمملكة على جهودها ودعمها للبنان ولا يمكن لنا الا ان نكون الى جانب المملكة نقدر مواقفها المدافعة عن الأمة وعن قضاياها الحيوية. ونقدر رجال الحزم وكبير العرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز واخوانه الذين يخوضون اليوم باسم الامة معارك الشرف والدفاع عن الحق والعرض والأرض امام مشروع فارسي يستهدف الامة ويريد النيل من وحدتها وأرضها وثرواتها
اتحاد الغرف اللبنانية. واستقبل السفير السعودي رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير ورئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، ورئيس اتحاد منظمي المعارض ايلي رزق. وناشد شقير في تصريح بعد اللقاء «مملكة الخير والعطاء والتسامح وخادم الحرمين الشريفين ان لا يترك لبنان وان تظل المملكة ودول الخليج الى جانب لبنان»، مشددا على ان «ما يصدر من كلام بحق المملكة لا يمثلنا ونحن نريد اقوى العلاقات مع السعودية وهذه الاصوات لن تؤثر على العلاقات التاريخية معها.
نقيب الصحفيين اللبنانيين: كذلك استقبل عسيري نقيب الصحافة عوني الكعكي ووفد جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية برئاسة امين الداعوق.
اتحاد جمعيات العائلات البيروتية: ثم التقى السفير عسيري وفد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة الدكتور فوزي زيدان الذي قال بعد اللقاء: «أتينا إلى سفارة المملكة العربية السعودية لنؤكد لمعالي السفير الدكتور على عواض عسيري دعمنا الكامل للمملكة في مواجهتها للأخطار التي تهدد أمنها والأمن القومي العربي وتصديها للإرهاب والتمدد الفارسي في المنطقة، وتأييدنا المطلق لقيادتها الشجاعة في سياسة المواجهة التي تخوضها من أجل إعادة العنفوان والكرامة إلى العرب، وشجبنا للمواقف والتصريحات العدائية التي تصدر في لبنان ضدها من أبواق مرتهنة لملالي طهران مليئة بالحقد على العرب والعروبة. أضاف: «كما أبلغنا معالي السفير وقوف أهل بيروت بصلابة إلى جانب مملكة الخير والحزم وتقديرهم لمواقفها الداعمة لاستقلال لبنان وسيادته ولدورها الرئيس في اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية وأعاد الاستقرار إلى ربوعه، وشكرهم على مساعداتها الخيرة للبنان في تخطي أزماته وكبواته، واستضافتها مئات آلاف اللبنانيين يعيلون عائلاتهم في لبنان ويدعمون اقتصاده.
وفد هيئة الدفاع عن بيروت: وزار السفارة ايضا للتضامن وفد هيئة الدفاع عن بيروت برئاسة المحامي صائب مطرجي الذي اعرب عن تضامنه «التام مع المملكة في وجه الهجمات التي تتعرض لها، مؤكدا هوية لبنان العربية وان المملكة لم تقدم للبنان الا الخير وانها تتمنى له الامان والاستقرار.
اللقاء الوطني: والتقى عسيري ايضا وفد اللقاء الوطني لبيروت وأكد صلاح سلام الذي تحدث باسم الوفد على التضامن مع المملكة في حربها ضد الإرهاب وتصديها للتدخلات الإيرانية في المنطقة، ودفاعها عن عروبة اليمن والبحرين وسوريا والعراق، ومشدداً على ان لبنان عربي الهوية والانتماء كما نص عليه الدستور، وسيبقى منارة العرب. وطالب سلام الحكومة باتخاذ كل الخطوات اللازمة لإعادة العلاقات الأخوية بين البلدين إلى سابق عهدها من التعاون والتضامن.
مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان: زار السفارة السعودية وفد من دار الفتوى ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان برئاسة مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان الذي قال بعد لقائه السفير عسيري: «اتينا ممثلين لدار الفتوى ولصاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، لنؤكد من هنا بأن لبنان هو عربي الهوية والانتماء ولن يكون الا مع اخوانه في المملكة العربية السعودية ومع كل العرب في كل قضاياهم المحقة“ أضاف: «ستبقى هذه المملكة في قلوب وضمائر ووجدان اللبنانيين وهي التي قامت باحتضان كل القضايا العربية والاسلامية، وأي محاولة للاساءة في العلاقة بين لبنان والمملكة ودول الخليج هي فتنة مرفوضة“. وتابع سوسان: «لن ينسى اللبنانيون المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا وقوفها الى جانب لبنان في كل محطات الفتن والمحن التي مر ويمر بها وسيبادل لبنان بكل الحب والوفاء والتقدير والاحترام المملكة ودول الخليج العربي شعورا بالاخوة العربية الجامعة والمناشدة لهم بأن لا يتركونه في محنته لأنه لن يتركهم في موقفهم ولن يكون منبرا يستهدف العروبة والمملكة التي وقفت معه في احلك الظروف وأصعب الأيام“
سفير المملكة يشكر الوفود المتضامنة مع قرار المملكة : وفي نهاية هذه اللقاءات، القى السفير عسيري كلمة قال فيها: «ان التحرك العفوي الذي شهدناه اليوم من خلال الشخصيات السياسية والروحية والوفود التي أمّت السفارة من بيروت والمناطق تعبّر خير تعبير عن محبة الاشقاء اللبنانيين لقيادة المملكة العربية السعودية وحرصهم على صون العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط المملكة العربية السعودية ولبنان، وتؤكد ان بعض الاصوات والجهات التي تسعى الى النيل من هذه العلاقة لا تعبّر عن لبنان الذي نعرفه، لبنان الهوية العربية، لبنان الوفاء للأشقاء ولبنان المنسجم مع محيطه وثقافته وتاريخه وقال: «ان كل من يسعى الى الاساءة الى علاقات لبنان بأشقائه يسيء الى لبنان لأن الأشقاء هم العضد، وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله التي تحرص كل الحرص على امن لبنان وسيادته واستقراره وعلى تمكين الدولة اللبنانية من النهوض وممارسة مسؤولياتها وعلى تقديم المساعدة للبنان وابنائه من كافة الطوائف والمناطق، وقد سبق أن أثبتت هذه المواقف بالافعال فيما سعت بعض الجهات الى تفريق اللبنانيين وإضعاف الدولة وإدخال لبنان في ما يؤذي وحدته الوطنية ومناعته”.” وختم: «أشكر جميع الشخصيات والوفود الذين تكبدوا عناء الحضور الى مقر السفارة، وأؤكد لهم ان لبنان اقوى من كل ما يحاك ضده وسوف يبقى قويا بهمّة أبنائه وحكمتهم وبأشقائه الذين يتمنون له كل الخير”