بدر الحكمي-الدمام-المختصرالإخبارية
بمباركة كريمة وحضور لافت من سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز انطلقت مساء أمس الثلاثاء في فندق الشيرتون بالدمام وعلى مدى يومين فعاليات برنامج ثقافي وأدبي نظمه نادي المنطقة الشرقية تحت شعار ” الوفاء والتلاحم والوطنية”.
واففتح سمو الأمير سعود الفعاليات بجولة في معرض ” تراثنا .. هويتنا الوطنية ” للفنان عبد العزيز بن خليل الشويش، ثم ألقى رئيس النادي الأديب محمد بودي كلمة بدأها بشكر أمير المنطقة الشرقية لحضوره وافتتاحه فعاليات الموسم الثقافي، وقال بودي: بكل الود والتقدير يسرني وزملائي أعضاء مجلس الإدارة والجمعية العمومية لنادي المنطقة الشرقية الأدبي أن أرحب بكم أجمل ترحيب، شاكرا لسمو أمير المنطقة الشرقية رعايته لحفلنا هذا.
وأضاف: نفتتح في هذه الليلة الموسم الثقافي لنادي المنطقة الشرقية الأدبي بفعاليتين: الأولى: محاضرةوتكريم للشيخ العلامة أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، ذلك الموسوعة التي تمشي على الأرض، والذي له في كل فن سهم صائب وراية مرفوعة.
والثانية: ستقام صباح اليوم التالي الأربعاء، حيث موعدنا مع : ملتقى الكتاب السعوديين في نسخته الثانية، والذيانطلقت نسخته الأولى في شهر شوال 1434هـ، والذي يسعى النادي لترسيخه تقليدا ثقافيا سنويا يلتزم به ويطوره. وأضاف: في هذه النسخة يناقش في جلستين صباحية ومسائية محور: ” الكاتب والأحداث الوطنية الكبرى”، ومحور ” الكاتب والأحداث الثقافية”، على كافة الصعد للإسهام في إثراء مشهدنا الثقافي بأطروحات بناءة يحتاجها الوطن.
وختم بودي كلمته قائلا: نتطلع في مجلس إدارة النادي لتقديم كل ما بوسعنا لخدمة الأدب والثقافة في المنطقة الشرقية عبر السنوات الأربع القادمة، وعلى مختلف الصعد، ولكل فئات المجتمع عبر شراكات مع الإدارات الرسمية والقطاع الخاص وعبر افتتاح اللجان الأدبية في محافظات المنطقة الشرقية لتضيء مدن الشرقية فكرا وشعرا وثقافة.
ودعا رئيس النادي الأمير سعود بن نايف لتكريم المحتفى به الشيخ الظاهري، كما تقدّم النادي إلى سمو الأمير بدرع تذكارية تكريمية. بعد ذلك قدّم الشيخ الظاهري كلمة ضافية بدأها بشكر سمو الأمير لتكريمه إياه بالحضور رغم مشاغله الكثيرة، وأشار إلى أنه كان قد عمل في المنطقة الشرقية قبل سنوات طويلة في عام وتربطه 1380بأهالي المنطقة ألفة وعلاقة قوية، وكان يذهب إلى حي المنيرة بالظهران لمشاهدة أفلام السينما والاستماع إلى أغاني الراحلة أم كلثوم.
وتحدث الشيخ الظاهري في كلمته عن بني إسرائيل وافعالهم وقتلهم الأنبياء، وتناول ثلاث آيات تحدثت عن غضب الله على بني إسرائيل، ثم تطرق إلى المؤامرة الإسرائيلية والأممية ضد الإسلام والمسلمين، وتناول ما يحدث في العالم الإسلامي وخاصة في سوريا حيث لا يتحرك أحد لنصرتهم، مشيرا إلى أن الصهيونية العالمية هي التي تنتفع بما يحدث، مشيرا إلى وقوف أمريكا مع إسرائيل.
وفي جانب من المداخلات قال الكاتب عبد العزيز أحمد كزان: تحدثت عن بعض المراجعات التي أجريتها في حياتك فإلى أي يبعدك هذا عن شيخك بن حزم ؟ وقال الظاهري : إن من توفيق الله أن يتراجع الإنسان عن بعض أفكاره الخاطئة، وأضاف : أسرني وأنا في ريعان الشباب أسلوب بن حزم البياني البليغ وروعة عباراته وجزالة أسلوبه في كتابه ” طوق الحمام” وفي غيره من الكتب وجنّح بي بأفكاره وأسلوبه، وعرض الشيخ لأدلة جواز الغناء في حدود معينة وبأدوات دون أخرى مبينا أن المؤذنين القدامى كانوا يستخدمون المقامات العراقية في الأذان بالسليقة ففي الأمر فسحة ومجال.
وداخل مفتي المنطقة الشرقية الشيخ خلف المطلق أن بعض الأغاني الإسلامية لا اعتراض عليها إلا أن البعض يحاول تمرير المجون من خلال غطاء شرعي، وعلق الشيخ الظاهري عليه قائلا: لو كنت من أهل الطرب لما استمعت إلى ما يسمى الأغاني الإسلامية لأنها ليست جيدة ولا ممتعة، وأضاف: أتفق معك بأن ترك الغناء أفضل لأن النبي (ص) لم يكن مغنيا.
وداخل الإعلامي عبد العزيز القاسم مثنيا على كتابات الشيخ الظاهري الأدبية التي ترعرع على قراءاتها وقال : كنت في المرحلة الثانوية حين كنت أستمتع بقراءة إخوانياتك مع غازي القصيبي.
وعرض في بداية الفعاليات فلم وثائقي عن حياة الشيخ الظاهري ومما جاء في الفيلم وعبر عنه عضو مجلس إدارة أدبي الشرقية الكاتب عبد الله المحم في النشرة المصاحبة بقوله: كان يقضي معظم أوقاته في مكتبته العامرة بأمهات الكتب، فال يرى إلا قارئا أو باحثا أو كاتبا، متعته في القراءة سياحته بين الكتب، وكتبه ليست في تخصص بعينه بل في مختلف العلوم والفنون والآداب، أي أننا بإزاء موسوعة تمشي على الأرض، بإزاء كاتب متفنن صاحب القلم السيال، والأديب الناثر صاحب الأسلوب الآسر، يمسك بإزميل ليؤرخ للحدث كنقش سومري، وفي النقد ناقد إذا كتب أبان عن قيمة ما يكتب عنه. وفي المنطق منطيق إذا حاجج أسمع، وإذا نازل أوجع كما في معاركه الأدبية التي خاض غمارها، تلك التي رغم سخونتها ولهيب قذائفها كانت مفعمة بفرائد الفوائد، تثري نهم قارئها للمعرفة.