قبيلة ورشفانة هي قبيلة منحدرة من قبائل بني سليم الحجازية المعروفة وهي من أقدم القبائل الليبية وأشهرها في طرابلس أشتهرت بمقاومتها للسلطات العثمانية والإستعمار الإيطالي ومازال موقعها الأصلي سهل العزيزية (سهل الجفارة) ومركزها مدينة العزيزية (الكدوة) وتوصف ورشفانة بأنها قبيلة تجمع بين صفتي التجمع الحضري والريفي في الوقت نفسه حيث كونوا مزارع صغيرة (السواني) وبنوا المنازل في المناطق الساحلية الممتدة من منطقة قرقارش إلى منطقة جودائم بالزاوية مروراً بمناطق الغيران وجنزور وصياد والماية والمناطق المحادية أو المجاورة لها كالحشان وإنجيلة والهناشير والزهراء والعامرية والناصرية وحيث أشتغلوا بالزراعة في المناطق الزراعة البعلية في مواسم الحرث والحصاد في وادي الهيرة وبئر كوكا بجفارة ورشفانة (سهل العزيزية) حيث يخرجون بصفة مؤقتة لهذه المناطق , وقد ارتبطت قبيلة ورشفانة بزعامة مشايخها ووجهائها مع العديد من قبائل طرابلس على إختلاف العصور والزمان بروابط تحالف عرفت ( بحركة الصفوف ) والذي شمل قبائل عديدة في الماضي والذي أعتبرها بعض المؤرخون بأنها قانون توازن بين الجماعات في ذلك الوقت وهذا ما وفر لقبيلة ورشفانة تحالف قبلياً قوياً موائيداً لها خلال صراعها مع السلطات العثمانية أن شهرة وذيوع صيت قبيلة ورشفانة في ليبيا تغني المرء عن التعريف بمشايخها ووجهائها الذين اضطلعوا من خلال أبناء الرعيل الأول بفخر مقاومة ظلم السلطات التركية وإستبداد ولائها وبالجهاد ضد قوات المحتل الأجنبي على مر التاريخ لأرض الوطن وقدموا في سبيل ذلك أنفسهم وما يملكوا لأجل الذود عن تراب الوطن الزكي ، فحاربوا المستعمر الأجنبي مع أخوانهم الأخرين الذين جاهدوا تحت راية الوطن, ونظراً لكثرة إعداد قبيلة ورشفانة فقد كانت محل إحترام كبير وذلك لشجاعة أبنائها وشهرتهم بالفروسية ولم تعترف بسلطة بعض ولاء السلطات العثمانية كلما عثوا في الأرض فساداً وزاد ضلمهم واستمرت تناصبهم العداء واستمر نظالها إلى أن ضعفت سلطة الولاء كثيراً أو أنهت العداء بالمهادنة وأبرام الصلح مع السلطات العثمانية فهي ثارة تعلن الثورة عن الظلم وثارة تهادن وتصالح ، وكان لكل حالة وضعها وضروفها السياسية والإقتصادية في ذلك الوقت . نسب ورشفانة الأصول التاريخية لقبيلة ورشفانة تنتمي قبيلة ورشفانة إلى بني سليم ، احدى القبائل العربية المشهورة وموطنها الأصلي نجد في شبه الجزيرة العربية والتي ساهمت في الفتوحات الأسلامية غير أن هجرتها بصورة جماعية إلى الشمال الأفريقي كانت في القرن الحادي عشر الميلادي بسبب مواقفهم السياسية وتأييدهم لحركة القرامطة مما أثار غضب الدولة الفاطمية الشيء الذي جعلهم عرضة للإقامة شبه الإجبارية في وادي النيل جنوب مصر وظلوا في تلك البقاع ، ولم يتمكنوا من مغادرتها حتى سنحت لهم الفرصة المناسبة في عهد الخليفة الفاطمي المنتصر بالله حينما أذن لهم بالتوجه نحو الغرب من مصر على أثر التمرد الذي قام به عامله في تونس المعز بن باديس في سنة 1048 م عرفت ليبيا في القرن الخامس عشر الميلادي استعراب الكثير من القبائل اللوبية لتشابه نمط المعيشة اليومية بين هذه القبائل ، والقبائل السليمية والهلالية فقد تم أستعراب قبيلة زناته ، وبعض قبائل هوارة ولواته فنظر لتقارب الكبير في الطباع والمزاج والنمط المعيشة بين قبيلة زناته وقبائل بني سليم وبني هلال ، اندمجت قبيلة زناته في قبائل بني سليم وشكلت جزءاً مهماً منها كقبائل العلاونة والرجبان والنوايل ، كما اندمجت قبائل بني سليم في القبائل الزناتية كقبيلة ورشفانة التي احتوت على قبائل من بني سليم وبني هلال , وفي الغالب بعض الغز الذين قدموا مع ( قره قوش ) وكان إستعراب هوارة الساحل الممتد سكانه من صبراته حتى منطقة سرت ، منذ القرن السابق إذ وصفهم ابن خلدون (( وصاروا في عداد الناجعة عرب بني سليم في اللغة ، والزي ، وسكن الخيام ، وركوب الخيل ، وكسب الأبل ، وممارسة الحروب ، وإيلاف الرحلتين في الشتاء والصيف في تلولهم ، قد نسوا رطانة البربر ، واستبدلوا منها بفصاحة العرب فلا يكاد يفرق بينهم )) وقبيلة ورشفانة في القرن الخامس عشر سادت على المنطقة الداخلية للجفارة وقد وجدت قبيلة ورشفانة شرقي قبيلة المحاميد مستغلة الصهاريج الرومانية التي توفر كمية من المياه صيفا ، وتقترب قبيلة ورشفانة من شاطي البحر كلما تتجه شرقاً في المنطقة الساحلية حتى تجاور قرب طرابلس قبيلة الرقيعات وهي خليط من قبيلتي الجواري وزناتة وأل سالم وقبائل أخرى وهي قبيلة تمتزج فيها الدماء العربية بالدماء البربرية وهي قبيلة كانت من البدو الرحل تنزل ما بين البحر الأبيض المتوسط وقدم الجبل الغربي في المنطقة الممتدة من قرقارش شرقا حتى جودائم غربا ويقول الطاهر الزاوي في كتابه معجم البلدان الليبية أن ورشفانة قبيلة عربية تنحذر عن الذبابين إحدى بطون بني سليم ، وأنهم ينتسبون إلى الجواري ، وينقسمون إلى عدة أفخاذ أشهرها القنافدة وأولاد عوين ثم يقول أن كلمة ورشفانة كلمة بربرية الأصل كانت تطلق على قبيلة من البربر كانت تسكن المنطقة فلما جاء العرب أستقرت جماعات من بني سليم في منطقة تلك القبيلة البربرية ومن ثم أطلقت عليهم التسمية البربرية وكانت ورشفانة في العهد العثماني الثاني جزاء من قضاء جنزور التابع لسنجق طرابلس ، ونظراً لاإنخراط أهالي ورشفانة والمناطق التي تتألف منها النواحي الأربعــة ضمن نظام ( الكروغيلية ) فقد ألحقت هذه المناطق بطرابلس وفي سنة 1862 في عهد محمود نديم باشا أنشئت في ورشفانة ناحية عرفت بإسم العزيزية تظم القبائل المعروفة حالياً وقد أطلق هذا الأسم ( تمجيداً للسلطان عبدالعزيز القائم على أمر الأمبراطورية العثمانية حينداك ) وفي سنة 1904 تحولت العزيزية إلى قضاء وظلت تابعة لطرابلس . وبخصوص السلالات فإنه بإستثناء العمائم الذين ترد أصولهم إلى بطون دباب جدم بن سليم والميامين المنحدرون من بطون رغب جدم بن سليم . ويقال أن بضع أفخاذها أنحدرت من الأكراد الذين جاءوا إلى طرابلس مع قراقش عند نهاية القرن الثاني عشر الميلادي أما بقية العناصر فإنها مكونة من عناصر زناتية وتنحدر من قدامى بني ورشفان جدهم مادغيس وتنحدر بعض العناصر الأخرى من بطون مختلفة مع غلبة للجواري من بطون دياب . مجلس ورشفانة إن صلة الرحم والقرابة والمصاهرة تؤلف الأساس لكل الفئات الإجتماعية القبلية لورشفانة ، فالعائلة ألفت الأساس الذي يستند إليه التنظيم الإجتماعي للقبيلة . إن وظيفة القبيلة كقوة إجتماعية وسياسية مسئوليتها عن معالجة الشئوون الحياتية كحماية الدخيل والعلاقات مع القبائل الأخرى والتشاور مع السلطة الحاكمة في المدينة أو الولاية وقد كانت لصفة الشجاعة والجسارة أهمية كبيرة في تعيين مواقع الزعامة والأحترام . شيخ القبيلة كانت مشيخة كل القبيلة في أغلب الأحيان تستقر في إحدى عائلات القبيلة تميزت بصفات قيمة أهمها الشجاعة والحكمة والهيبة والزعامة خلال السنين ، وقد كان للإستقرار دور مهم في إتباع هذا النظام ولم يكن هناك نموذج محدد للخلافة في الزعامة القبيلة كالإنتقال من الأب إلى الأبن ، وكانت الرئاسة تنتقل أحيانا إلى ابن عم أو عم أو أخ للشيخ المتوفي ممن أبلى بلاً حسناً ضمن القبيلة أو العائلة ، وينتخب الرجال كبار السن ممن يتمتعوا بالخبرة والوجاهة الإجتماعية أو غيرها من الصفات في القبيلة الشيخ الجديد ونتيجة لذلك كان الشيخ لا يحمل سوى القليل من القوة القاهرة على أبناء قبيلته ، وكل الولاء والسلطة لديه تأتي من المزية الأدبية ، فالشيخ ينال الأحترام بفضل شجاعته وفطنته السياسية وكرمه وحكمته وفصاحة لغته العربية وقد برزت في قبيلة ورشفانة بعض الفئات الإجتماعية المتنفذة في المجتمع المحلي في ناحية العزيزية سواء في العهد العثماني الأول أو الثاني أو في العهد القرمانلي تميزت هذه الفئات بمكانة إقتصادية مناسبة وبدور إجتماعي مؤثر في قبيلة ورشفانة وتستمد هذه الفئات قوتها كلا حسب مصدرها فبعضها يستمد قوته من موروثه الإجتماعي وهم في الغالب ما يكون الشيوخ والزعامات القبلية أو موروثه العرفي وهم الوجهاء والأعيان الذين يمارسون نوع من النفوذ السياسي ويتمتعون بكيان وظيفي في ذلك العهد أو مكوناته الثقافية والدينية وهم الأئمة ، والعلماء والمدرسين بفضل مكانتهم الإجتماعية التي يتمتعون بها في الوسط الإجتماعي ويتطلب في هؤلاء جميعاً أن يكونوا من ذوي الرأي والخبرة والديانة والعفة والفطنة وهي معايير معنوية تتطلب في القوى المحلية المؤثرة في البناء الإجتماعي . وقد اتبع نظام المشيخة في الكدوة العزيزية والقرى المحيطة بها فكانت لكل قبيلة من قبائل ورشفانة شيخ يدير شئونها وهم جميعاً يكونون مجالس ورشفانة فوفقاً للأنظمة القبلية التي كانت سائدة فإن لكل قبيلة شيخ يترأس مجلس القبيلة الذي يتكون في الغالب من الرجال ذو الكرم والشجاعة والحكمة وقدر من العلم والحكمة طبقاً للتقاليد والعادات القبلية والبدوية وليس من الضروري أن يكون الشيخ غنياً ، إلا أنه لا بد أن يكون ميسور الحال يستطيع القيام بواجب القبيلة ولكنه يجب أن يكون صبوراً وشجاعاً وحليماً وفوق هذا كريماً ويأتي الكرم في مقدمة هذه الصفات وذلك للأهمية القصوى في الحصول على الشهرة الحسنة ( رأس ماله الرمزي أو المعنوي ) الذي يحدد مكانة الشخص في القبيلة ومكانة القبيلة بين القبائل . بعض مشايخ ورشفانة اولا / العهد القرمانلي والعهد العثماني الثاني  / الشيخ ابن ضاوية الورشفاني  / الشيخ احمد الورشفاني /الشيخ بن شهيب الورشفاني  / الشيخ سعيد بن ناجي  / الشيخ احمد العرضاوي  / الشيخ محمد بن جابر  / الشيخ محمد بن راشد  / الشيخ سيف النصر ابوعلي سيف النصر  / الشيخ سالم الشقمان  / الشيخ محمد سحبون  / الفقيه عمر بن تنتوش ثانياً / العهد العثماني الثاني الي عهد المملكة الليبية  / علي محمد عمر تنتوش  / حسين بن جابر  / امحمد ابوزويدة سيف النصر  / محمد سيف النصر ابوزويدة سيف النصر  / علي بن نصر العيساوي  / عبدالله ابوحلالة  / المرغني بن سالم .