تلوث الهواء مشكلة أبدية منذ ان بدأت الأرض، فلم يكن الهواء المحيط بنا في يوم من الأيام نظيفا. فلقد كان الهواء ملوثا بالمواد الطبيعية كالأتربة والغبار التي تحملها الرياح، وذرات الملح من البحار والمحيطات، والغازات التي تنبعث من الحيوانات والنباتات والبراكين في الغلاف الجوي.. ولكن الأرض استطاعت خلال ملايين السنين في المحافظة على التوازن البيئي والابقاء على جو الأرض نظيفا من ملوثاتها الطبيعية والمحافظة على بيئة نظيفة وسليمة من الملوثات الضارة.ومع قيام الثورة الصناعية منذ القرنين الماضيين تقريبا وازدياد عدد السكان فقد اختل التوازن البيئي وخاصة بزيادة مقدرتنا على تلويث الهواء، وقد ظهر هذا الاختلال البيئي بوضوح في المناطق التي تتركز بها الصناعات الكيميائية، حيث تبث هذه المصانع الغازات الكبريتية وغيرها من الملوثات الضارة في الهواء ,إذ ان زيادة الملوثات الصناعية من المصانع تزداد وخاصة عندما تكون الأحوال الجوية مهيأة للابقاء على المخلفات الصناعية قريبة من سطح الأرض ولعدة أيام، فقد كثر الحديث عن التلوث البيئي في الجبيل واستمرار توجيه التهم لأجواء الجبيل وكثر الحديث عن حالات مرضية أبرزها مرض «الربو» ناهيك عن رفض بعض الموظفين الاقامة في الجبيل..!!
آراء المواطنين :يقول أحد المواطنين بالجبيل لكل مواطن الحق في تنبيه أي مخالف للقوانين التي تصون المصلحة العامة وله الحق في التبليغ عنه لدى المراجع المختصة لاتخاذ الاجراءات المناسبة .
ويقول آخر لقد آن الأوان للانتقال من طرح الشعارات البيئية في المناسبات الى تعيين أهداف محددة لمعالجة مسائل مثل مصادر تلوث الهواء والماء والفوضى في استعمال الأراضي وتنظيم الصناعة.
فيما يقول مواطن آخر التلوث في محافظة الجبيل ومحيطها قضية ساخنة وذات نتائج خطيرة وسريعة، فالموت يعيش في المصنع ذاته بل في البيت والسيارة والطريق. وأضاف يقول: لا تزال مآسي العديد من العمال والفنيين والمهندسين والقاطنين في جوار المصنع توفوا نتيجة معاناة لسنين طويلة عملوا خلالها في الأجواء الموبوءة. وهذا يعطي ان المنطقة ستكون منكوبة بيئيا وصحيا وتحتاج الى استنفار الأجهزة الرسمية والأهلية لمعالجة هذه المسألة التي تأخذ بعدا وطنيا.
دور الهيئة الملكية بالجبيل:السؤال المطروح ما هو دور الهيئة الملكية بالجبيل في قضية التلوث علماً بأنها الجهة المعنية للرد والمشاركة . وما هو دور برنامج حماية البيئة بالجبيل الصناعية . وهل هناك توافق بين البيئة والصناعة ,وهل هناك طاقم عمل في مدينة الجبيل الصناعية يعمل في مجال البيئة , وما هي لائحة المعايير البيئية في مدينة الجبيل الصناعية , وما هو التقويم البيئي للمرافق الصناعية , أسئلة تطرح نفسها , وتحتاج رداً من المسؤولين بعد إدراج منتظمة الصحة العالمية مدينة الجبيل خامس مدن العالم تلوثاً.
#وسائل الاعلام :
ذاكرت صحيفة #سبق في عددها الصادر اليوم: لقد كشفت منظمة الصحة العالمية في تقريرها للعام الجاري 2016 عن التلوث، أن نسبة تلوث الهواء في العالم ارتفعت في الأعوام الماضية في أغلب مدن العالم، وهو ما يزيد من نسبة ارتفاع إصابات أزمات القلبية والجلطات المختلفة وسرطان الرئة والربو وأمراض مزمنة بالجهاز التنفسي والقلبي، وتتسبب في كثير من الحالات بالوفاة المبكر لاسيما في الدول الفقيرة.وأشارت المنظمة إلى أن مدينة أونيتشا النيجيرية تعد أكثر مدينة تلوثاً في العالم، وجاءت الهند كأكثر دولة فيها مدن ملوثة بواقع 10 مدن من ضمنها العاصمة نيودلهي.وجاءت ثلاث مدن سعودية في قائمة العشرين في أعلى نسبة تلوث
بينما قالت #صحيفة #صدى الالكترونية :أنه صنفت ثلاث مدن سعودية ضمن قائمة المدن العشرين الأعلى تلوثاً في العالم وفقا لتقرير أصدرته حديثا منظمة الصحة العالمية.وجاءت مدينة الرياض في المرتبة الثامنة عالمياً، فيما حلت مدينتي الجبيل والدمام في المرتبة الخامسة عشر، فيما تصدرت مدينة أونيتشا النيجيرية القائمة، ثم مدينة بيشاور الباكستانية ثانياً، ثم مدينة زعبول الإيرانية ثالثاً كأكثر مدن العالم تلوثاً.
#منظمة الصحة العالمية ” ارقام”:صنفت منظمة الصحة العالمية الخميس الماضي في تقرير حديث لها 3 مدن سعودية هي العاصمة “الرياض” و”الجبيل” و”الدمام” ضمن أكثر 20 مدينة تلوثا في الهواء بالعالم.وسجل أسوأ معدل تلوث في مدينة زابل الإيرانية التي تعاني عواصف ترابية على مدى شهور في الصيف، بينما جاءت مدينتا جواليور والله آباد بالهند في المركزين الثاني والثالث تلتهما الرياض والجبيل بالسعودية ثم مدينتان هنديتان أخريان هما باتنا ورايبور وحلت مدينة الدمام السعودية في المركز الخامس عشر. وحسب المنظمة تم تصنيف الدول حسب الدراسة المسحية التي تقيس كثافة الذرات العالقة الأقل من 2.5 ميكروجرام الموجودة في كل متر مكعب من الهواء.وقالت المنظمة إن الذرات العالقة في الهواء يمكن أن تتسبب في سرطان الرئة والجلطات وأمراض القلب على المدى البعيد، كما تؤدي لأعراض مثل الأزمات القلبية التي تسبب الوفاة بسرعة أكبروأوضحت المنظمة أن أكثر من 80% من سكان المدن التي تم رصد جودة الهواء بها يتعرضون لتلوث ناتج عن جسيمات الغبار الدقيقة، وغيرها من المواد الضارة التي تفوق النسب المحددة من جانب المنظمة.ويمكن أن يرجع مصدر جسيمات الغبار الدقيقة الملوثة للهواء إلى انبعاثات الديزل وتآكل إطارات السيارات والانبعاثات الصادرة من المصانع ومحطات توليد الطاقة وغيرها.
#ختاماً :في الختام يجب ان ندرك ان أخطار ظاهرة التلوث البيئي من هواء، وماء، وتربة. هذه الظاهرة التي قلما نأخذها بجدية تامة واعتقد ان الوقت قد حان للجميع على المحافظة على البيئة التي نعيش في وسطها، والطلب من الجهات المعنية ليس فقط بمراقبة تركيز الملوثات ووضعها في كتيبات تحفظ في الأدراج، بل تطبيق القوانين الرادعة لكل من يلوث البيئة ونشر الحقائق التي تسببها هذه الغازات، ونشر الوعي البيئي بين المواطنين.