ميني ينوز – زكي الأشــــــقر
بعد أن ضاقت بهم الأرض وهم يتعرضون للقتل والقصف، كغيرهم من السكان في سورية، جراء المواجهات المسلحة بين قوات النظام السوري والجيش السوري الحر، لم يجد اللاجئون الفلسطينيون سبيلاً سوى النزوح واللجوء إلى أماكن آمنة ومستقرة، فقد اضطرت أكثر من 110 عائلات فلسطينية ممن كانوا يقطنون سورية إلى العودة إلى موطنهم الأصلي في قطاع غزة، هرباً من الحرب التي استهدفت المخيمات الفلسطينية بشكل واسع، ما أدى إلى استمرار نزوح اللاجئين خارجها.وتزامن نزوج العائلات الفلسطينية مع مقتل 1060 فلسطينياً جراء الاستهداف المستمر، منذ بداية أحداث الثورة السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مارس 2011، إضافة إلى العديد من الجرحى، والمفقودين الذين لايزال مصير عدد منهم مجهولاً. ويقول احد العائدين للوطن «في بداية الثورة السورية لم يتأثر اللاجئون الفلسطينيون كثيراً بها، لكن بعد أن امتدت المواجهات إلى داخل المدن، خصوصاً التي توجد بها مخيمات للفلسطينيين أصبح الجميع ضحية، لأن المواجهات لم تفرق بين فلسطيني وسوري».ويوضح أن المخابرات السورية كانت تتعامل بشكل أمني مع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، فأي فلسطيني كان يتعرض للإصابة أو يهرب من شدة الاشتباكات كان يتم اعتقاله، وهذا كان يحدث في معظم المخيمات، ومنها درعا وحماة. ويضيف «أما مخيم اليرموك في دمشق فكانت الأوضاع فيه مختلفة عن بقية المخيمات، حيث يوجد به مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة برئاسة أحمد جبريل، وكان في كل عام يأخذ اللاجئين الفلسطينيين إلى الجولان للتضامن مع سكانه المحتلين، ولكن في آخر عام توجهنا فيه أثناء أحداث الثورة كان الوضع مختلفاً، فتم إطلاق النار علينا من قب من جهة أخرى، يقول منسق مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، ومن المعروف إن عدد النازحين من اللاجئين الفلسطينيين في سورية يبلغ 300 ألف، منهم نحو 50 ألفاً خارج حدود الدولة السورية، والباقون داخلها، 22 ألفاً منهم في لبنان، ونحو 2600 في الأردن، و4000 في مصر، وفي تركيا نحو 40 عائلة، قسم قليل منها داخل المخيمات الحدودية.