ميني نيوز – شيماء الشريف
استقبل العيد هذا العام عدد لا باس به من المسرحيات الكوميدية ومسرح الرعب وبعدد لا بأي به ايضا من النجوم الخليجيين , حيث استضافت مجموعة السلام الإعلامية الصحافة الكويتية ووسائل الإعلام ليلة الخميس الماضي العرض الخاص لمسرحية العيد الفكاهية “مصاص الدماء 3” على مسرح أوبرا السالمية ، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته هذه المسرحية منذعام 1995 وحتى الآن عبر الجزأين الأول والثاني تستكمل هذا العام نجاحاتها والاقبال الجماهيري الذي حفزهم لتمديد عروضهم. فالعمل عبارة عن توليفة حلوة نصا وأداءا وإمكانيات جعلته يتفرد وسط كم هائل من الأعمال المسرحية الأخرى المنافسة.
“مصاص الدماء 3″ رمى الكاتب عبد العزيز المسلم من خلاله إلى أهم ما يدور حولنا من أحداث اجتماعية وسياسية واقتصادية ليؤكد برؤيته الخاصة وبواقعية شديدة على أن مصاص الدماء ليس له زمن محدد أو وقت بعينة بل هو ممتد مع البشر بطبيعة حياتهم لكن بات أكثر شراسة وأشد فتكا. حيث أظهر الكاتب ما آلت إليه قسوة الحياة والواقع المؤلم الأمر الذي ساهم في تنامي مصاصين الدماء وكيف أنها ساهمت في تحويل أوناس عاديين لديهم طموحات وأحلام إلى شخوص أخرى متوحشة. كما رصد لنا كيف يقوم مصاصين الدماء بترويع الكثير من البلدان وشق وحدة صفهم وبث الفوضى فيما بينهم وتشتيتهم في محاولة منه لإزالة الغبار من على عيون تلك المجتمعات لترى الحقيقة المرة وتنتبه للقوى الأخرى الخارجية التي تريد النيل منها.
تدور القصة في قالبا كوميديا مشوقا مليء بأجواء الرعب الموظفة بحرفية عالية حول شاب يدعى بدر لدية آمال وطموح يتمنى أن يتزوج من حبيبته بدرية لكن يقف معالي الوزير في طريقهم مما يضطر بدر لأن يتوحش ويتحول إلى مصاص دماء لكي يثأر من تلك الوزير بعضه ومن ثم يحاول المعنيين والمسؤولين التحقيق في هذا الأمر حتى ينتهي الجزء الأول من العمل لينتقل بنا المخرج في النصف الثاني إلى اجتماع طارئ لجميع مصاصين الدماء في الوطن العربي راميا الكاتب من خلال حواراتهم إلى أنهم مركز سياسي لشيطان خارجي يزرع الفتنة داخل الشعوب العربية ، فنجده يقسم شعب الكويت ما بين مشارك ومقاطع للانتخابات ، وهو أيضا من قسم مصر إلى جيش ورابعة العدوية ، وهكذا في الكثير من الدول العربية الأخرى ، كم اسقط الكاتب على العديد من المشكلات التي تأن منها الكويت كالاهمال في المستشفيات وتغير الحكومة باستمرار وكذلك حل مجلس الأمة واغفال بعض المسؤولين. مؤكدين بهذا العمل المميز الثري بالإسقاطات على أن مصاصين الدماء كامنين لكنهم يظهرون حينما تضعف النفوس ينتشرون في جميع أنحاء العالم، متعطشين لشرب دماء البشر.
هذا هو ملخص مسرحية “مصاص الدماء 3” الذي استمتعنا مع فنانينها على مدار ساعتان ، فالعرض كان عبارة عن مباراة فنية جميلة بين الفنانين بالإضافة إلى المتعة البصرية التي خلها المخرج الشاب يوسف الحشاش الذي يستحق الإشادة على هذا العمل المبهر وكيف اهتم بكل صغيرة وكبيرة في العمل واستطاع ببراعة عزف سيمفونية فنية جميلة متكاملة أداء وتمثيلا وديكورا سلسلا كان يأخذنا من جو لأخر وكذلك الإضاءة والمؤثرات صوتية والخدع المبهرة التي قدمها الساحر البحريني الشهير علي الثامر.
وفيما يخص أداء النجوم فهنا لا يسعني سوى الإشادة بالنجم الكوميدي الذي بالفعل كان مختلفا هذا العام سواء في الدراما أو المسرح حسن البلام أيقونة هذا العمل الذي أمتع الحضور بعفويته الشديدة وأداءه الفطري الذي يدخل القلب فكان محركا لجميع الشخصيات على المسرح. وكذلك النجم الجميل جمال الردهان المبدع دائما والذي يبهرنا سنويا بإمكانياته المسرحية وموهبته الكبيرة. ولا يختلف الكلام على باقي الشباب مشاري البلام ومشعل الشايع وعبدالله المسلم ومحمد دشتي والقطة منى حسين دلوعة العمل التي أدت دورها التراجيدي ببراعة شديدة.
يذكر أن “مسرحية مصاص الدماء 3” من إنتاج مجموعة السلام الإعلامية ، تألفي عبد العزيز المسلم، إخراج يوسف الحشاش، وبطولة جمال الردهان، حسن البلام، مشاري البلام، مشعل الشايع، منى حسين، يوسف الحشاش، محمد دشتي ، عبدالله المسلم ، بالاشتراك مع الساحر البحريني على الثامر.