أجلت خلافات بين ضباط من الجيش الروسي ونظرائهم من قوات النظام السوري عملية إجلاء الجرحى من أحياء حلب الشرقية، بحسب مصادر في المعارضة السورية.
وقالت مصادر ميدانية في المعارضة السورية بمدينة حلب في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، إن عملية إجلاء الجرحى إلى ريف حلب الغربي أجلت إلى موعد لم يحدد بعد بسبب “خلاف بين ضباط من الجيش الروسي وآخرين من النظام وإيرانيين مع بقاء وقف إطلاق النار وذلك حسب “د ب ا” الألمانية.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن النظام السوري والميليشيات الموالية له وراء تأخير تنفيذ الاتفاق الروسي – التركي، والذي يقضي بخروج الفصائل المعارضة وعوائلهم والمدنيين، وذلك رغبة منهم بإرسال رسالة لروسيا، تعبر عن رفضهم وامتعاضهم من الاتفاق الذي فرض عليهم دون طلب موافقة النظام عليه.
وذكر المرصد نقلا عن مصادره، أن امتعاض النظام يعود لعدة أسباب، منها إبرام روسيا للاتفاق دون الرجوع إليه أو إبلاغه قبل عقده، والسبب الآخر يعود لرفضه الاتفاق حيث كان عازماً على الحسم عسكريا دون السماح، لأي مقاتل أو مدني بالخروج من المنطقة.
وتأخرت عملية اجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب لساعات، بعدما كان من المقرر ان تبدأ فجر الاربعاء بموجب اتفاق تم التوصل اليه امس.
ويوم الثلاثاء، تم التوصل الى اتفاق برعاية روسية اميركية ينص على خروج المقاتلين والمدنيين من الأحياء الأخيرة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في شرق حلب.
وكان من المفترض ان تبدأ عملية الاجلاء عند الساعة الخامسة صباحا (03,00 ت غ)، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصادر محلية في شرق حلب.
لكن بعد ثلاث ساعات، كانت عشرون حافلة خضراء اللون لا تزال متوقفة في حي صلاح الدين الذي يتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة السيطرة عليه.
وأمضى السائقون ليلتهم نائمين في الحافلات فيما لم يشاهد اي مدني او مقاتل معارض في الجوار.
وتجمع المدنيون في حي المشهد، أحد آخر الأحياء تحت سيطرة الفصائل، منذ الفجر منتظرين أي معلومات بشأن الحافلات التي كان يفترض أن تقلهم. وأمضى كثيرون منهم ليلتهم على الأرصفة لعدم وجود ملاجئ تؤويهم.
وأعلنت الفصائل المعارضة مساء الثلاثاء التوصل الى الاتفاق قبل أن تؤكده كل من روسيا وتركيا، بعد ساعات على إبداء الأمم المتحدة خشيتها من تقارير وصفتها بالموثوقة حول قتل عشرات المدنيين بشكل اعتباطي، بينهم نساء واطفال، في شرق المدينة.
وطالبت واشنطن الثلاثاء بنشر “مراقبين دوليين حياديين” في حلب للاشراف على اجلاء المدنيين بـ”أمان تام” وذلك حسب وكالة “أ ف ب”.
من جانبها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن نحو 6000 مدني بينهم 2000 طفل غادروا الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب السورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأضافت الوزارة حسب “رويترز”، أنه خلال نفس الفترة ألقى 366 مقاتلا السلاح وغادروا مناطق المعارضة في المدينة .