حوراء محمد-الأحساء-المختصر الإخبارية
هي الأحساء العميقة بتاريخها العريق، والمميزة بموقعها الجغرافي، وإرثها الحضاري الضارب في جذور التاريخ. هي النخلة الباسقة التي يتغنى بها الشعراء ويرسمها الفنانون التشكيليون في لوحاتهم التي يعبروا من خلالها بألوانهم الملفته للعين والتي تلامس الذوق الفني العالي.
هي الأحساء التي رسمت في لوحات أبنائها المتميزين، ومن هذه اللوحات التي لفتت الأنظار ولامست الأعين لوحات قدمتها الفنانة التشكيلية سمر الدوسري في معرضها الفني الأخير التي شاركت فيه في مشروع (أرض الحضارات) بجبل القارة في محافظة الأحساء على هامش مبادرة ( لقاء الخميس ) في الأمسية الملهمة لرئيس مجلس إدارة شركة الجبر القابضة، الأستاذ عبدالمحسن الجبر.
الدوسري ألهمت الحضور بألوانها ومواضيع لوحاتها الفنية التي امتزجت فيها رائحة النخلة الأحسائية الأصيلة.
وقد إستطاعت سمر من خلال ألوانها أن تسرق ذوق الحضور وتأخذهم في رحله عبر الزمن أعادتهم إلى ( ذاكرة الأحساء ) الأسم الذي اطلقته على معرضها في ” أرض الحضارات “، والتي روت خلاله قصص فنية جميلة تحملها ذاكرة الأحساء التي جسدت فيها لوحات فنية حملت وجهات تاريخية بارزة في الأحساء جأ من أبرزها: مبنى مطار الهفوف الذي يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، ولوحة أخرى حاكت الدوسري في إخراجها مدخل سوق القيصرية أظهرته بجاذبية عريقة وجمال للزخارف الأحسائية، إضافة للوحة مسجد قصر إبراهيم، ولوحتين أخريات لقنوات الري والصرف أحدها مقتبسة من صورة للمصور الفوتوغرافي علي الحاجي، واللوحة الثانية جسدت مزارع الاحساء التي تعود لزمن الستينات.
وحرصت الدوسري أيضا على إبراز الجانب القصصي للحرف اليدوية الأحسائية الشهيرة كصناعه المشالح الأحسائية ( البشوت )، وحرفة سف الخوص، وحياكة النشل، وقد ختمت معرضها بعرض لوحة عن التمر ” الخلاص الحساوي “
يشار إلى أن الفنانة التشكيلية سمر الدوسري واحدة من رواد الفن التشكيلي الواقعي، والتي تخصصت في رسم تراث الاحساء.
والمتذوق للوحات سمر يلمس الروح الوطنية العالية التي تترجمها في إستخدام الألوان وإخراجها في لوحات ضمنتها في حب الأحساء والولاء للوطن.
تجدر الإشارة أن الدوسري سبق لها المشاركة في مسرح أرض الحضارات بمعرض جماعي حمل اسم ( الوفاء لحماة الوطن ) وذلك بمناسبة الإحتفال باليوم الوطني ال 89 برفقة مجموعة من فنانات الأحساء التشكيليات.
هذا وتشير سيرة سمر الفنية تشريف كريم من صاحبة السمو الأميرة، عبير بنت فيصل آل سعود حرم أمير المنطقة الشرقية، حيث شاركت سموها مشروع ( بصمة وطن ) الذي جأ بفكرة وإشراف الفنانة التشكيلية سمر الدوسري، نفذت خلاله الدوسري أكبر علم سعودي من بصمات المواطنين كخلفيه لعلم المملكة العربية السعودية.