البحرين – المختصر الاخبارية – متابعات
نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بمملكة البحرين يوم الثلاثاء الماضي الموافق 1 اغسطس محاضرة بعنوان “دور الإعلام في مكافحة الفساد ” للدكتورة سهير المهندي وأدار الحوار الأستاذة سكينة الطواش.
واستهلت الأستاذة الطواش الأمسية بوصف دور الإعلام بأنه دور تقويمي هام في تغيير وبناء المجتمع فعليه أن يشير ويغير ما يمكن تغييره , وأضافت انه يمكن للإعلام أن يكون له دور خطير وهام إذا ما تمكنا من استخدامه بشكل صحيح. ثم بدأت الدكتورة المهندي بتوضيح المعنى المقصود بكلمة الفساد وتعدد المعاني المشار إليها في القرآن الكريم وأشارت إلى أن كلمة الفساد قد ذكرت في القرآن الكريم بمعاني مختلفة وتكررت بما يعدل خمسين مرة متفرقة على أربع وعشرين سورة منها سورة البقرة وآل عمران وأضافت أن من ضمن المعاني المقصودة في القرآن لكلمة الفساد هي المعصية , والهلاك في سورة المؤمنون , والجوع والقحط في سورة الروم. ووضحت أن الفساد قد وجد في كل زمان وكل نظام اقتصادي منتشر منذ القدم على الرغم من عدم وجود ظهور واضح له في ذلك الوقت.
وأشارت الدكتورة المهندي إلى إحصائيات هيئة الشفافية الدولية في العام 1996 م للدول التي انتشر فيها الفساد وكانت على رأس اللائحة الدول الفقيرة والنامية وبينت أن أولى الخطوات المهمة لمكافحة هذه الظاهرة هي التعرف على خصائص الفساد وهي أولا التركيز على المناصب العليا وثانيا تباين واختلاف الطرق التي يتستر الفساد فيها تبعا للجهة التي ينتشر فيها كما يتفاعل الفساد مع البيئة المحيطة وتختلف انماطه وأدواته باختلاف الجهات الممارسة له وأكدت أن أخطر أنواع الفساد هو ما يتم عن طريق الوسطاء مجهولين الهوية وأضافت أن هذه الظاهرة تتم عن طريق التخطيط لخطواتها بواسطة متمرسين ومحترفين وإلا يكون من السهولة ضبط الأشخاص المعنيين بهذه الظاهرة وانتشارها وبينت أن ظاهرة الفساد هي ظاهرة دولية سهلة الانتقال من منطقة إلى الأخرى عن طريق النظم البيروقراطية وعن طريق العولمة في الشركات العابرة للبحار.
وأوضحت الدكتورة المهندي أن من أهم أسباب ظاهرة الفساد انحلال البناء القيمي وضعف الضوابط الأخلاقية , ضعف وصعوبة الظروف الاقتصادية والاجتماعية , غياب المسائلة القانونية والرقابة داخليا وخارجيا في المؤسسات أو عدم تفعيلها , اختزال مفهوم الصلاح والنزاهة في الأنظمة الدكتاتورية في الولاء للنظام والحزب بدلا من قيم المجتمع , اختلال موازين توزيع الثروة على أفراد المجتمع , عدم كفاءة ونزاهة المسئولين لان اختيارهم يكون عن طريق التزكية , انعدام الشفافية في مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص ومنع الإحصائيات والرواتب الغير مجزية لموظفي القطاع العام . وذكرت الدكتورة المهندي تصنيفات ظاهرة الفساد من سياسية متمثلة في ضعف مؤسسات المجتمع المدني وضعف في تطبيق القوانين وتصنيفات اجتماعية واقتصادية متمثلة في الظروف الطارئة من حروب وكوارث يستغلها بعض المسئولين لممارسة الفساد بالإضافة لتصنيفات أخرى. وكانت من آثار الفساد القضاء على هيبة القانون وانهيار النسيج الاخلاقي وتفشي البطالة وتراجع الثقة في المؤسسات الحكومية وهجرة الأدمغة الرافضة للمشاركة في الفساد , تحويل الانتخابات لوسيلة لوصول الفاسدين لمراكز السلطة والحد من نشاط الفرد وجهده و عزوف الدول المانحة عن تقديم المساعدات والمعونات.
وعرفت الدكتورة المهندي مظاهر وصور الفساد المنتشرة في المجتمعات ومنها الرشوة والسرقة والاحتيال والمحسوبية وضعف الاداء وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والاختلاس وغسيل الاموال واستغلال المنصب العام لتحقيق مكاسب مادية وغيرها الكثير. وقد أشارت الدكتورة المهندي أن لظاهرة الفساد فوائد قد لا تكون ظاهرة للعيان من خلال تسريع الاجراءات الرسمية وتخطي البيروقراطية وتأمين مدخول اضافي للموظفين بإنشاء مشاريع خاصة بعيدا عن الوظيفة.وفي الختام للحد من انتشار ظاهرة الفساد ذكرت الدكتورة المهندي ضرورة التعاون الكلي والمتكامل بين افراد المجتمع من خلال التعاون المتكامل مع المجال الاعلامي ليؤدي وظيفته الاساسية في مكافحة الفساد من خلال كشف الاساليب ومواجهته بوسائل متطورة بشكل دائم ومستمر. وشددت على ضرورة تحلي الاعلام بالموضوعية والحيادية والشفافية والمصداقية فللإعلام تأثير في تعديل سلوكيات افراد المجتمع وضرورة تحلي الوسائل الاعلامية في المجتمع بالحرية في التقصي والتحقيق.