محمدالأمير-الدمام-المختصرالإخبارية
دشن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، أمس(الاثنين) ملتقى ومعرض السلامة المروية الرابع الذي تقيمه الجمعية السعودية للسلامة المرورية “سلامة”، بالتعاون مع لجنة السلامة المرورية وجامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل وأرامكو السعودية وامانة المنطقة الشرقية والإدارة العامة للمرور ووزارة التعليم، ووزارة النقل تحت شعار ” دور التقنيات الذكية في تحسين السلامة المرورية” بفندق شيراتون الدمام والذي يستمر لمدة ثلاثة ايام.
كما دشن سموه فعاليات جائزة المنطقة الشرقية للسائق المثالي في نسختها الرابعة لتحقيق السلامة المرورية وتحفيز مستخدمي المركبات على التقيد بأنظمة المرور ، وتشهد الجائزة خلال فترة إطلاقها العديد من الفعاليات التوعوية التي تستهدف الأفراد والجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني .
وأكد سموه خلال كلمته في حفل افتتاح فعاليات الملتقى الشرقية بأن الحوادث المرورية في المملكة لازالت هاجساً يؤرق الجميع، فبالرغم مما بذلته الدولة من مشروعات، وما أقرته من أنظمة وتشريعات.. وما وفرته من إمكانيات.. بشرية ومادية ، إلا أنه لا زال مستوى الحوادث المرورية مرتفعاً بحسب الإحصاءات، ولم ينخفض بالصور المرجوة، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود الجميع كل في موقعه، للعمل في منظومةٍ مشتركة، لدفع هذه الجهود والمضي نحو خفض نسب الحوادث المرورية ومسبباتها، وذلك من خلال دراستها، ومعرفة مسبباتها، وتحديد مكامن الخلل، وسبل الوقاية والعلاج، والاستفادة من التطور التقني في تحقيق هذه الغاية.
وقال سموه إن ” النفس ، والمال ، والعقل” ثلاث من الضرورات الخمس التي أوصى ديننا الحنيف بالحفاظ عليها، ووقايتها، لما تمثله من أهمية لحياة الفرد وسلامته، وانعكاس ذلك على المجتمع ، مؤكداً سموه يحفظه الله ، أن هذه الدولة –أيدها الله-، قائمة على كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فقد أخذت على عاتقها منذ عهد المؤسس –طيب الله ثراه- وحتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –يحفظه الله- أن تقف حافظةً لهذه الضرورات، باذلةً ما تملك في سبيل الحفاظ على الفرد والمجتمع من كل ما يؤثر على هذه الضرورات الخمس، مسخرةً الإمكانات.. مذللةً للعقبات.. مستشعرةً للأخطار.. واضعةً لها الحلول.. مع رصد الموازنات التي تكفل تفعيل الحلول والبدائل.. لكل خطرٍ متوقع، كل ذلك وأكثر من أجل أن يعيش المواطن والمقيم في هذه البلاد، متنعمين بالأمن والسلامة والرخاء.
وعوّل سموه بأن يكون هذا الملتقى النوعي، الذي يتناول موضوع التقنيات ودورها في تحقيق السلامة المرورية، ركيزةٌ من ركائز الحل لهذا الإشكال المروري بإذن الله ، فعندما يجتمع المختصون من مختلف أنحاء العالم ليقدموا ما لديهم من تجارب في الاستفادة المثلى من وسائل التقنية في إدارة الحركة المرورية، والاستجابة للطوارئ، وأنظمة النقل الذكية، وغير ذلك مما وفرته التقنية، لتكون مسانداً للإنسان في تحقيق السلامة المرورية، فلابد لنا أن نستلهم من تجاربهم حلولاً لمجتمعنا، تضعنا بإذن الله على طريق الريادة في خفض الحوادث المرورية.
وأضاف سموه ” لدينا رصيد ضخم وتجارب مميزة في هذا المجال، بدأنا نقطف ثمارها، ونشهد نتائجها ، فقد حققت المنطقة الشرقية ولله الحمد المنَّة خلال تطبيق الخطة الاستراتيجية للسلامة المرورية انخفاضاً بلغ 41% خلال خمسة أعوام، مبدياً أمله بأن يكون هذا الملتقى بموضوعه الهام، داعماً لمزيدٍ من الانخفاض، ليس ذلك فحسب، بل معززاً لمزيدٍ من الوعي بأهمية السلامة المرورية، وتطور التقنيات التي تسهم في تحقيق هذا الهدف، وهذا ولن يتحقق ، إلا بعملٍ مشترك، يتناول المشكلة بكافة أبعادها، ويضع الحلول الفاعلة، بناءً على دراسات علمية دقيقة، تقرأ الواقع وتتعمق في فهمه، لنصل لبناء منظومة متكاملة، تغرس الوعي، وتسند العمل البشري بتقنيات الضبط الحديثة، وتبتكر فيها هندسة الطرق الحلول التصميمية، وتكون فيها الاستجابة للحالات الطارئة خياراً أخيراً بإذن الله في مواجهة شبح الحوادث المرورية.
وفي الختام شكر سموه كافة الجهات المنظمة واللجان العاملة، على الجهود التي بذلوها لإقامة هذا الملتقى السنوي الرائد، الذي يعكس شراكةً متينةً بين مختلف الجهات لوضع حدٍ لهذا النزيف المستمر، كما قدم شكره للمتحدثين لحرصهم ومساهمتهم في هذا الملتقى، متمنياً أن نشهد تطبيق توصياته واقعاً ملموساً، وأن نرى انعكاسها على أرض الواقع قريباً بمشيئة الله.
فيما أوضح معالي مدير جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الدكتور عبدالله الربيش، بأن الجامعة والجمعية السعودية للسلامة المرورية رأت بأن يكون عنوان الملتقى الرابع دور التقنية الذكية في تحسين السلامة المرورية تأكيداً على أهمية هذا الدور المحوري وكونها من أكثر الوسائل تأثيراً في إحداث التغيير المطلوب ، ويكون متوافقا مع جهود الدولة حفظها الله في أتممة الإجراءات الحكومية المتعلقة بخدمات المواطنين، مضيفاً بأن عنوان الملتقى جذب الكثير من الباحثين والعلماء من الجامعات والمؤسسات العلمية، حيث تلقت اللجنة العلمية أكثر من مائة ملخص بحثي، وتم قبول 32 بحثاً من بينها ، مشيراً إلى أن الملتقى يتضمن عرض ست جلسات مخصصة لمتحدثين رئيسيين لعرض تجارب استخدام التقنية وتطبيقاتها كما تضمن الملتقى عقد ورشتي عمل، بالإضافة لمعرض مصاحب يتم من خلاله عرض أحدث التقنيات.
فيما أشار معالي وزير النقل الدكتور نبيل العامودي، إلى أن الوزارة تعمل جاهدة على مبادرة خفض وفيات حوادث الطرق بنسبة 25 في المئة بحلول عام 2020م وذلك ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 لتكون طرقنا أكثر أماناً، ولتلافي الخسائر البشرية والمادية التي ترهق مجتمعنا واقتصادنا الوطني، ويتطلب إنجاز ذلك اتخاذ إجراءات عاجلة وملحّة نسعى الى تحقيقها بعون الله أولاً ثم بدعم من كافة الجهات المعنية، مبيناً بأن الوزارة تركز فلسفتها على مسارَين رئيسيين ، أحدهما يتعلق بالجوانب الهندسية والفنية، حيث تم استحداث إدارة عامة للسلامة، تعمل على تحقيق بالمعايير والمقاييس لرفع معدلات الأمان في مشاريع الطرق الجديدة والحالية، وقد شرعت هذه الإدارة بمسح أكثر من 66 ألف كيلو من الطرق. إضافة الى إنفاق حوالي 150 مليو ريال خلال الستة أشهر الماضية لمعالجة حوالي 90 تقاطع وأكثر من 450 كلم من الطرق بتحسينات ورفع معدلات السلامة في المواقع التي تسمى بـالـ (Black spots) النقاط السوداء حيث تكثر فيها الحوادث، وبفضل التقنيات التي استخدمناها أصبح جمع بيانات الحركة المرورية ومعدلات السرعة بالإضافة إلى رصد معلومات حوادث الطرق آلياً، يتم تحديثها على مدار الساعة، الأمر الذي أتاح لنا معلومات مهمة استطعنا توظيفها للتركيز على الهدف المنشود.
وقال بأن الوزارة بدأت بتعديل بعض المواصفات في عقود المقاولين لتكون بنود السلامة إلزامية وأساسية، ويشمل إطار العمل مع الشركة إعداد الأدلة الفنية في هندسة وسلامة الطرق، وإعداد نظم التوجيه والإرشاد، وتنظيم إجراءات السلامة لأعمال التمديدات والخدمات، وتقديم الحلول المتكاملة لتطوير إجراءات العمل.
وأضاف ، بأن الوزارة تعمل على إطلاق “المركز الوطني لسلامة الطرق” ليكون بإذن الله نقطة تحول في حفظ وتحليل معلومات حوادث الطرق وإصدار المؤشرات الوطنية الصادرة من جميع الأجهزة الحكومية المشاركة، إلى جانب تدريب الكفاءات الوطنية وتقديم الخدمات الفنية المساندة للجهات ذات العلاقة وتنظيم الفعاليات العلمية والتوعوية، مبيناً بأن الوزارة تستعد لإطلاق برنامج للتواصل مع المجتمع، يستهدف تغيير سلوك الأشخاص والتنبيه على مسؤوليتهم الفردية، للحدّ من تهديدات حوادث السير في جميع أنحاء المملكة، وسيكون البرنامج موجهاً إلى كافة فئات المجتمع بالتركيز على النشء لزرع ثقافة الاستخدام الآمن للطرق، وذلك بالتكامل مع كافة شركائنا، إلى جانب توفير مركز خدمات اتصال موحد تحت الرقم 938 وتطبيق ” طرق ” لاستقبال الملاحظات والاقتراحات.
من جهته نوّه رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، إلى أن المنطقة الشرقية سجلت إنجازًا كبيرًا يستحق الإشادة، حيث جاءت المنطقة الشرقية في المركز الأول على مستوى المملكة في نسبة خفض الحوادث المرورية، وحققت خفضًا بنسبة 41% في عدد الحوادث الجسيمة خلال تنفيذ الخطة الخمسية الأولى لاستراتيجية السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية متجاوزًا الهدف الاستراتيجي بتقليل عدد الحوادث الجسيمة بنسبة 30 % بنهاية عام 1443ه.
وأعلن الناصر عن مبادرة أرامكو السعودية بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، لتأسيس مدرسة لتعليم السياقة لموظفاتها وغيرهن من أفراد أُسَر الموظفين، وهو ما يعزّز جهود الشركة في السلامة المرورية. وستكون المدرسة، بإذن الله، مجهزة بأحدث المناهج وفق أعلى المعايير العالمية لتكون نموذجًا يُحتذى لمدارس السياقة في المنطقة وخارجها. مؤكدًا أن سياقة المرأة للسيارة ستكون بمثابة إضافة ايجابية ومتميزة في ظل إعدادها الإعداد الصحيح لمتطلبات السياقة الآمنة.
من جهته أكد مدير الإدارة العامة للمرور بالمملكة العميد محمد البسامي، بأن المرور بنى خطته حاليا على العديد من المتركزات في التوعية والتنسيق لإدخال برامج السلامة المروية في مناهج التعليم العام، وإعادة النظر في مدارس تعليم القيادة ومدى ملائمة مخرجاتها لرفع السلوك الذي يمارسه قائدي المركبات بعد الحصول على رخصة القيادة ، بالإضافة إلى نظام النقاط الذي يجب التركيز فيه على سلوك قائدي المركبات، ونشر التقنيات وزيادة استخدامها كأحد الوسائل المساعدة في الضبط المروري ، مبيناً بأن مواجهة أعداد الحوادث وأرقام الوفيات يتطلب تغليظ العقوبات وتطبيق الأنظمة على الجميع دون استثناء، مضيفاً بأن اتشار تطبيقات الهواتف الذكية بين قائدي المركبات أثر تأثيراً سلبياً على مستوى السلامة ، ولكن يبقى لها الدور الإيجابي في سرعة الاستجابة والمباشرة.
هذا وقد شهد سموه على هامش فعاليات الملتقى توقيع عدة اتفاقيات تعنى بالسلامة المرورية والتدريب على قيادة السيارات وتحسين مستوى الطرق ودعم الأبحاث وتبادل الخبرات، حيث وقعت جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، اتفاقية تعاون مع الإدارة العامة للمرور، تقضي الاتفاقية بإنشاء مدرسة لتعليم القيادة وتقديم خدمات التعليم والتدريب على قيادة المركبات متوافقة مع مبدأ الشراكة، وتحقيق تطلعات ولاة الأمر في التعاون.
فيما وقعت الجامعة أيضا اتفاقية مع امانة المنطقة الشرقية وتهدف الى الإرتقاء بمستوى شبكة الطرق بحاضرة الدمام، وتحسين مستوى السلامة المرورية، وتبادل الخبرات الفنية والبشرية في تخصصات هندسة النقل والمرور، ودعم الأبحاث والدراسات ذات العلاقة بتخصصات هندسة النقل والمرور، على ان توفر أمانة المنطقة الشرقية فرص عمل لطلبة هندسة النقل والمرور من الجامعة الى جانب التدريب العملي للطلبة.
اما الاتفاقية الثالثة وقعت بين الجمعية السعودية للسلامة المرورية “سلامة” وعمادات شؤون الطلاب بالجامعات السعودية والمرور، بهدف رفع الوعي لدى طلاب الجامعات السعودية للتقليل من اعداد الحوادث وتخفيض الخسائر.