شاهدته في إحدى الاحتفالات العامة.. يسير..ممسكا بأبنه .. كررت النظر للتأكد.. هل هو أبا عبدالعزيز؟؟
نعم هو بالفعل.. ومن في صحبته ابنه عبدالعزيز ذو العشـرة أعوام.
رأيت في عيني عبدالعزيز مختصر ما سبق أن حكاه والده عنه.. وما قدم من أجله.. وما بذل معه من الجهد والتعب والاهتمام.. نعم رأيت في عينيه البراءة والرغبة في الدخول إلى الحياة من أوسع أبوابها.
أبو عبدالعزيز زميل عمل بحريني.. تربوي من الدرجة الأولى.. تجمعني به أخوة وصداقة حميمية… كان دائماً ما يورد ابنه عبدالعزيز في حديثه معي… فسألته عنه.
قال: عبدالعزيز ابني الثاني.. ولكنه كل شيء في حياتي ثم سرد لي قصة مشرفة لأبٍ مثالي.. ابْتُلي فصبر.. ثم قرر فظفر.
* يقول :
كانت فرحتي لا توصف بقدوم عبدالعزيز.. ولكن كان حزني أكبر عندما أبُلغت بأنه يعاني من مرض.. (التوحد)..ضاقت بي الدنيا أسفًا على هذا الأمر.. ولكن عون الله أقوى وما كتبه على العبد نافذ لا محالة..
ثم أدركت أنه لابد من اتخاذ قرارًا في الأمر شاركتني فيه والدته ألا وهو..الحمد لله على كل حال أولاً… وأن يكون عبدالعزيز هو عنوان القرار… فنذرت نفسي بأن أكون له… الأب والصديق والأخ والطبيب.. وأن أبذل كل ما استطيع فعله لمساعدته في حياته القادمة … التي كنت أعلم أنها ستكون شائكة لي و له.
نعم هناك تعب وجهد.. هناك ألم وحزن… ولكن قراري وعهدي وإرادتي أقوى… بعد عون الله وتوفيقه.
عبدالعزيز يكبر وجهدي معه يتضاعف… أملي في الله كبير ورجائي عظيم.. نعم ها هو عبدالعزيز… يعيش ويتعايش…يحضر الاحتفالات يشارك الأطفال في اللعب… أخذه في كل مكان…يتوج هنا وهناك.. سخرت له جل وقتي على طول السنين منفذًا للعهد الذي قطعته على نفسي.. والحمد لله الآن.. عبدالعزيز يحقق التفوق هذا العام كله بفضل الله أولاً وأخيراً.
* عيسى العسيري
البعثة التعليمية السعودية- مملكة البحرين