ياسمين العيساوي
تخطو المملكة المغربية في طريقها نحو تحقيق أهداف خطتها الإستراتيجية فيقطاع السياحة، وهذا ما اكده تقرير المنظمة العالمية لهذه الأخيرة، حيث أبانت أرقام الإحصائيات المنشورة حديثا احتلال المغرب للمرتبة الثانية على المستوى الأفريقي متقدما لأول مرة على جنوب اِفريقيا وهو البلد الذي يدخل في عداد مجموعة العشرين المتقدمة، كما سجَّلت المَبيتات في مجال السياحة نسبة ملء بلغت 100 بالمائة في الكثير من الفنادق، لترتفع عائدات السياحة بشكل ملموس رغم ظروف الأزمة العالمية.
وحلل المختصون العوامل التي ادت إلى هذا التطور، مؤكدين أن العامِل الداخلي مُرتبِط أساسا بتفعيل الاستراتيجية الوطنية للنَّهوض بالقطاع السياحي كأحَد المِهن الدولية الأساسية للمغرب، حيث تم تخصيص استثمارات في هذا الإطار تُقدَّر بـ 17مليار دولار إلى حدود 2020 لتقوية البنية والمنتوج السياحيين للمغرب، فسنة 2013 لوحدها عرفت استثمار ما يُناهز 3 مليار دولار، بالإضافة إلى تقوية الدعاية الدولية ومجهود الاستقطاب والإشهار للوُجهَة السياحية المغربية، هذا ما ادى إلىتنامي توافد السياح من بلدان جديدة لم تكن مُنفتِحة على المغرب تاريخيا ومنها بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وتشيكوسلوفاكيا وروسيا هذه الأخيرة التي بلغ تطور عدد الوافدين منها حوالي 106 في المئة.
أما العوامِل الخارجية التي بدورها لعبت دور مهم جدا في إنعاش السياحة المغربية، كعدم الاستقرار الذي تَعرفُه أهم البلدان المُنافِسة للمغرب في هذا القطاع على ضفة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وهي مصر وتونس ولبنان وسوريا والأردن. وهي البلدان التي تَنقسِم بين من يَعيش حرْبًا أهلية طاحِنة أو تحت وَطأة حالة الطوارئ أو يُعاني من الأثار المباشرة وغير المباشرة للحرب الدائرة في سوريا.بالإضافة إلى استفادة المغرب من الوَضعيَّة المُهتزَّة في بلدين جارَين هما الجزائر وتونس، إذ تعيش هذه الأخيرة آثارا سلبية للربيع التونسي لا تزال تتفاقم على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، جعلته يفقد الكثير من جاذِبيَّته في منظور السائح الأجنبي.
فالمعطيات وأرقام السياحة العالمية تؤكد الأهمية الاستراتيجية لهذا القطاع الذي يُذر أموالا هائلة تفوق الألف مليار دولار، إذ يبلغ عدد السائحين في العالم حوالي المليار نسمة، وتعد السياحة القطاع الأول بين قطاعات الخدمات في العالم. وعليهفإن المؤهلات الهائلة للمغرب الطبيعية والثقافية والتاريخية والبحرية وغيرهاتساعده ليتربع على عرش البلدان السياحية في العالم.