جازان – المختصر الاخبارية
بحضور صاحب السمو الامير محمد بن ناصر امير جازان ونائبه الامير محمد بن عبدالعزيز وعدد كبير من المسئولين بالمنطقه .
القى صاحب السمو الملكي الأمير العميد ركن د. فيصل بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الخبير الأمني واستاذ الدراسات العليا بقسم الدراسات الاسلاميه المعاصره بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
محاضرة بعنوان “مستقبل الجماعات الارهابيه” أوضح خلالها بأن العلاقه بين تلك المنظمات والانترنت قد مرت بثلاث مراحل حيث بدات بمرحلة الانتشار من خلال المنتديات الحواريه ومن ثم انتقلت الى المرحلة الذهبيه والتي ظهرت بها وسائل التواصل الاجتماعيه من عام 2010 الى 2015 ومن ثم انتقلت الى مرحلة الاختفاء والكمون وهي المرحلة التي شهدت اتفاقات دولية وتحالفات لمكافحة الارهاب .
بشأن مراقبة مواقع الانترنت وجميع وسائل التواصل الاجتماعي والحد من انتشارالفكر المتطرف الداعم للمنظمات الإرهابية ، والتعاون في القبض على خلاياه في كل دول العالم ؛ مما اضطر التنظيمات لأن تلجأ لأساليب الالكترونية أكثر أمانا وسرية ومن أهمها لجوئها (للإنترنت الخفي) ويشكل هذا النوع حسب دراسات المختصين ما يقارب من 90-95% من مجموع مواقع شبكة الانترنت العالمية وينقسم لقسمين: أولهما الانترنت العميق (deep internet) والذي يحتوى مجموعة شبكة الانترنت التيلا يتم ارشفتها في قوقل ومحركات البحث المشابهه ولابد للدخول لها من استخدام شبكات أو برامج خاصة مثل TOR و FREENET
ومن أهم مزاياها إخفاء هوية المستخدم وغيرها وحسب آراء الخبراء فإن المواقع التي تحتويها تشكل ما يقارب من 80-90% من مواقع شبكة الانترنت ،وظهرت هذه الشبكة نتيجة للرقابة الحكومية على الانترنت وأكثر عملائها من الخارجين على القانون وتشتمل تلك المواقع من الكتب والأفلام الممنوعة ، ومواقع بيع ثغرات برامج الحماية في الأجهزة الالكترونية ، وتجارة المخدرات والسلاح ، وبيع الأعضاء البشرية ، تجارة الرقيق الأبيض ،
ومواقع عقد صفقات غسل الأموال ومواقع للقتلة المأجورين اما القسم الثاني فيطلق عليه الانترنت المظلم (DARK INTERNET)او ما يسمى بالشبكة المغلقة والمرتبطة بسيرفرات خاصة ومشفرة في الانترنت
وتعتمد على التواصل مع أطراف موثوقة يتم دعوتها بشكل خاص.. وهذا النوع هو الأخطر على الأطلاق وتستخدمها استخبارات الدول في أعمالها السرية ، وتستخدمها بعض الشركات العملاقة ومراكز الأبحاث في تبادل أسرار تركيبات منتجاتها أو مصنوعاتها ،
وتستخدمها المنظمات الارهابية أيضاً في التواصل مع أعضاءها وإجراء التعاملات المحظورة في مواقع الانترنت الخفي من شراء الاسلحة وتعليم صنع المتفجرات وغسل الاموال وغير ذلك وبعد ذلك تطرق الأمير العميد دكتور فيصل بنمحمد بن ناصر للمنظمات الارهابية (السيبرانية)
واردف قائلاً ان المنظمات الارهابية التقليدية قامت باستغلال الخدمات الهائلة والسرية التيقدمها لها الانترنت الخفي والمظلم لتكون مايمسى بالمنظمات السيبرانيه وقدم لها ذلك مساحة من الحرية في تسيير أعمالها إلا أن انضمامها لتلك الشبكات الخفية والمظلمة له سلبيات عديدة ومنها أن افقدها وبشكل كبير الاعلان عن أهدافها وعملياتها وسبب ذلك إضعاف الأثر الدعائي والذي يريدونه من خلال تنفيذ عملياتهم الارهابية.
كما ساهم في التقليل من عدد الاعضاء الجدد لتلك التنظيمات وأصبح التواصل يقتصر مع الأعضاء الذين تمكنوا من الوصول لهم عبر دخولهم للانترنت الخفي والمظلم.
كما أصبحت القيادة في يد المسيطرين على مواقع الانترنت الخفي والمظلم. بالاضافه الى اقتصار نشاطها في توجيه بعض أعضاءها للقيام بعمليات محدود (أسلوب الذئاب المنفردة) مثل عمليات الطعن والدهس واختطاف الرهائن وإشعال الحرائق وهذا الأمر يقودنا إلى تنظيم إرهابي عالمي جديد يستهدف إلحاق الأذى بالبشر على اختلاف أديانهم وأماكنهم ،
ويمكن تعريف المنظمات السيبرانيه بانها ( منظمات سرية لها ارتباطات دولية ، بلا هوية وطنية (عالمية) ، وبدون اتجاهات فكرية وأيدلوجية واضحة ،تستخدم التقنية لإلحاق الأذى بالدول والمؤسسات والأفراد وبمقابل مادي)
ومن خلال هذا التعريف يتضح بانها منظمات سرية لها ارتباطات دولية: بمعنى أن منشأها لم يكن بمعزل عن تدخل استخباري من دول معينة ويتضح ان تلك المنظمات تضم أعضاء من شتى أنحاء العالم العامل المشترك بينهم هو أنهم (هكرز) وخبراء في التقنية.
وتضم مجموعات ذات أفكار مختلفة إلا أن السواد الأعظم من أولئك الهكرز لادينين وفوضويين وذوو خلفية إجرامية ويملكون حقداً كبيراً على العالم المضيء.
واوضح سموه ان المقابل المادي في الانترنت المظلم والخفي ليس من خلال العملات السائده والمتداوله في العالم المضيء فهم يستخدمون العملة الرقمية المشفرة ومن أهم تلك العملات (البيتكوين) والتي اشتهرت وزاد سعرها كثيراً بعد انتشار فيروس (الفدية) والذي طال مئات الالاف من الأجهزة الحكومية أو التجارية وكانت هي مال الفدية الذي يتم دفعه للمخترق حتى يحرر الجهاز من الفيروس ،
والعملات الرقمية المشفرة يصعب تتبعها لأن شخصية المحوّل له مخفية تماماً. وذكر سمو الأمير الدكتور بان أهداف المنظمات الارهابية الالكترونية: متعدده وتشمل عمليات ضد الأفراد كاختراق حسابات البريد الالكتروني أو الحسابات البنكية أو أي موقع الكتروني يشترك به شخصيات مستهدفة من قبل التنظيم من أجل جمع معلومات عنهم أو الحصول على وثائق صور مقاطع يمكن من خلالها ابتزازهم مادياً أو تجنيدهم للحصول على معلومات تهم التنظيم. كما تشمل عمليات الكترونية ضد الحكومات تتلخص في مهاجمة المواقع الرسمية للحكومات لتدمير البنى التحتية للحكومة الالكترونية فيها وخاصة ما يتعلق بخدمات المواطنين ومصالحهم
لإثارة السخط الشعبي واشعال المظاهرات المناهضه للحكومات أو ما يخص المعلومات الحيوية للدولة والتي يمكن ابتزازها أو بيع المعلومات المتحصل عليها لمن يحرص عليها. وتشمل أهدافها أيضا عمليات التخريب المادي والاغتيال حيث يستطيع الهكرز السيطرة على الآلات الحديثة المرتبطة بالانترنت من حيث التشغيل والتحكم ثم يقوم باستخدامها بشكل خاطئ كي يحدث ضرراً بالمستخدم أو المالك لتلك المعدة أو الآلة مثل السيارات ونظم التحكم في المطارات ، و تعديل ضغط أنابيب الغاز في المنازل والاخلال بنظم السلامة في المصانع ، والقطارات الحديثة والملاحه الجويه.
كما ان تلك المنظمات تستهدف القيام بعمليات التخريب المالي وغسل الأموال من خلال تهكير برامج حماية الأنظمة المالية في الدولة سواء في البنك المركزي أو البنوك التجارية وفي حالة نجاحهم يحدث تغيير في أرقام الحسابات أو إضافة أموال لبعض الحسابات وتفريغ أخرى مما يحدث فوضى وسخط وقلق شعبي واحجام استثماري.
وكذلك المطاردة الالكترونية حيث أن أغلب الأجهزة الحديثة مرتبطة بالانترنت فالهكرز الذي يستطيع اختراق أحدها يستطيع بالتالي متابعة تحركات الشخص وكل تفاصيل حياته. ومن اخطر اهدافهم عمليات الدعاية السوداء بان يقوم التنظيم بعد النجاح فياختراق حسابات بريد هامة أو ارشيف لموقع حساس بنشر وثائق قد تسبب حرجاً للدولة داخلياً أو توتراً في العلاقات بينها وبين غيرها من الدول، ومعيار نجاح تلك الدعاية السوداء هو تأكيدها بوثائق أو صور لإحداث الأثر المطلوب واختتم الأمير الدكتور فيصل بن محمد محاضرته بالتأكيدعلى ضرورة التركيز على الأمن السيبراني وذلك بحماية شبكات الانترنت الحكومية والخاصة وحفظ البيانات والمعلومات الأساسية العامة والفردية ومنع الهجمات السيبرانية من تحقيق اهدافها ،
وقد بادرت حكومة خادم الحرمين الشريفين بتأسيس الهيئة الوطنية للأمن السيبراني لأهمية هذا القطاع في الوقت الراهن.
مضيفا سموه قائلاً للنجاح في الأمن السيبراني لابد من توفر ثلاثة أشياء: أولها توعية الناس عموماً بأن التقنية وإن كانت ضرورة بشرية ماسة إلا أنه لا يمكن الوثوق بها بشكل تام. فقد تتحول من وسيلة رفاة إلى أداة تخريب وانهيار. وشدد على ضرورة استقطاب خبراء التقنية والبرمجة وذوي القدرات والامكانات الخاصة لتكوين جيش الكتروني يقوم بمواجهة الهجوم السيبراني بتعزيزالشبكات وسد الثغرات فيها والرد على تلك الهجمات بالمثل.