يجمع كثيرون على أن مونديال روسيا 2018 هو مونديال المفاجآت بدءا من خروج هولندا من دوري المجموعات الأوروبية المؤهلة بفارق التسجيل (له) عن السويد التي تأهلت للملحق مرورا بخروج إيطاليا على يد الأخيرة في الملحق (0/0 و 0/1) ثم الخروج المذل لألمانيا من الدورالأول في المونديال وهي التي تأهلت بالعلامة الكاملة من مجموعتها الأوربية (فازت في مبارياتها العشر) ومن أقوى المرشحين لبطولة المونديال ..
وآخر المفاجآت حتى الآن صراع الجبابرة واجتماعهم في طريق واحد بدءا من الدور ربع النهائي.
ولأول مرة منذ 1954 حيث يصل 16 منتخباً للنهائيات ثم الدور ربع النهائي .. إلخ وماجرى من تعديلات على نظام البطولة تخلو هذه النهائيات من أحد المنتخبين العريقين ألمانيا وإيطاليا.
ولأول مرة منذ ذلك التأريخ تخرج ألمانيا من الدورالأول.
بل إنها من الحالات النادرة التي لاتتصدر فيها مجموعتها لا ينازعها في ذلك إلا البرازيل التي هي دائما خارج الحسابات والتي دائما ما تتأهل للدورالثاني عدا 1966 (وكانت بطل 1958 و 1962) عندما أصيب بيلية (ويقال بفعل فاعل) فخسرت آخرمبارياتها أمام البرتغال التي تأهلت للدورالثاني ممادفع بيليه بالتهديد عن الإعتذارعن المشاركة في مونديال 1970 مالم توفرله الحماية من الحكام.
ويستمر المسلسل أثناء البطولة: 
– المانيا تصدرت مجموعتها الأوربية بالعلامة الكاملة (30 نقطة من 10 مباريات). 
– وبولندا تصدرت مجموعتها الأوربية.
وتم تصنيفهما من الفيفا في المستوى الأول كرؤساء مجموعات ومع ذلك خرج المنتخبان خروجاً مذلاً (المركزالأخير) 
– صربيا تصدرت مجموعتها الأوروبية وصنفت في المستوى الرابع وتأهلت لدور الـ 16 متصدرة المجموعة. 
– السويد تأهلت من الملحق الأوربي وصنفت في المستوى الثالث وتأهلت لدور الـ 16 متصدرة المجموعة. 
– الإرجنتين مصنفة مستوى أول ورئيس مجموعة وتأهلت ثانياً والحال ذاته مع روسيا وإن كان تصنيفها باعتبارها البلد المستضيف.
هذه النتائج تضعنا أمام حقيقتين هامتين:
الأولى:
إذا عرفنا أن تحديد المستويات يعتمد كثيرا على تصنيفها الشهري الذي يصدره الفيفا فهذا يؤكد أن هذا التصنيف لا يعتبر مؤشراً حقيقياً ودقيقاً عن المستوى العام لأي منتخب.
الثانية:
شخصياً:
لا أعترف كثيراً بعنصر المفاجأة أو الحظ في كرة القدم إلا في حالات نادرة 
كرة القدم لمن يخدمها ومن يقدم العطاء الأفضل فهو الأحق بالبقاء.
إيطاليا فريق عريق ولا نتخيل كأس العالم بدونه لكنها لم تقدم في التصفيات مايشفع لها حتى في الملحق!
وكذلك الكرة الهولندية الجميلة التي كانت تستحق الفوز به وجاءت ثالثاً في مجموعتها الأوروبية.
والحال نفسه ينطبق على التصفيات القارية الأخرى المؤهلة.
وفي المونديال تأهل للدور الثاني الأحق والأجدر ..
وسيواصل المشوار من يستحق ..
هناك منتخبات لديها عناصر مؤهلة لكنها لم تجد مدرباً يستطيع توظيفها التوظيف الجيد ..
والعكس كذلك ..
وقد يتوافر هذان العنصران لكن بدون إدارة تملك الكفاءة والقدرة على توفير فرص النجاح لها.
كرة القدم لعبة جماعية ليس في الملعب فقط ولكن في مفهومها العام.
 *  عبدالله الضويحي – الرياض 
    كاتب وناقد رياضي