عدنان العليوي -الأحساء-المختصرالإخبارية
على أنغام الطبول، وأهازيج العرضة الحساوية، أقام أعلاميو الأحساء حفلاً بهيج، رافعين فيه شعار “يوم الوفاء لرحلة العطاء” لتكريم مدير التحرير السابق للمكتب الإقليمي لدار «اليوم» بالأحساء الأستاذ عادل بن سعد الذكر، نظير انتهاء الفترة التعاقدية مع الصحيفة، بعد مضي 35 عام في الركض الصحفي، بمقر دروازة النخيل.
ففي بداية الحفل قُدمت لوحة خطابية للتعريف بالمحتفى به، بأسلوب نثري، رسمت حياة “الذكرالله” بين القلم والتدوين، وكيف وضع بصماته على خريطة الأحساء، ليخرج جيل من الإعلاميين تتلمذوا على يده، كاسباً خلال مشواره الطويل العديد من المناصب القيادية الحكومية والإعلامية.
بعدها تم عرض فيلم مصور عن سيرة الذكرالله، والتي بدأت عام 1405 من الهجرة، ليعمل محرراً متعاوناً في جريدة اليوم، ثم محرر في استديو الإذاعة السعودية، ليستمر في الركض الصحفي الأحسائي حتى عُين مديراً لتحرير جريدة اليوم عام 2000 م.
إلى ذلك، وفي لحظة امتلأت بالحب والوفاء، دخلت والدة عادل الذكرالله مقر الحفل، متكأة على عصاتها، تصارع شيباتها، لتشارك حفل الإعلاميين بأبنها “عادل”، في حين صاحبتها باقي الأسرة، في الوقت الذي قدمت أسرته فلم وثائقي عن حياته بأسلوب فجائي، لم يعلم فيه المحتفى به، لتعلق ابنته مريم خلال الفيلم، عن حياته الأبوية، وكيف كان طموحه ورؤيته، لتقدم أسرته الهدايا في يوم يعتبر الأميز في حياة الذكرالله.
في حين توالت هدايا الإعلاميين والإعلاميات في سباق جميل، تخللتها نغمات الطبول والعرضة الحساوية، في أجواء جميلة جعلت من المكان، لوحة فنية رسمت بألوان الوفاء.
كما تسابق الحضور في مداخلات، ليسردو قصص وحكايات تخللت حياتهم العملية مع الذكرالله، ففي البداية أرتجل موسى الحميد مدير عام دروازة النخيل بالحديث عن استضافته للحفل، شاكرا الذكرالله بما قدمه من جزيل في مشواره الصحفي، وتوالت كلمات الإعلاميين والإعلاميات في صب كلمات التقدير، وسرد روايات الذكريات.
لحظة وفاء
وفي لحظة وفاء، صمت الحضور، ليتقدم أبناء أصدقاء الذكرالله القدماء، الذين عملوا معه في بداية مشواره الصحفي، وانتقلوا على رحمة الله خلال فترات ماضية، ويقدموا هدايا بأسماء والدهم، وهو “عبدالله القنبر، سعد الحرشان، سعيد الدوسري” رحمهم الله تعالى.
يشار إلى أن الذكرالله حصل على بكالوريوس العلوم و دبلوم إدارة تربوية، ثم سافر لحضور برنامج القيادة التربوية في ( جايكا ) باليابان، ليلتحق في سلك التعليم، متنقلا في سلم وظيفي حتى عُين مديراً الإعلام التربوي والعلاقات العامة في إدارة التربية والتعليم للبنين بالأحساء ..
و لم ينشغل الذكر الله بالعمل الحكومي في التعليم عن معشوقته الصحافة، فحضر نحو 30 دورة تدريبية، كما قدم 14 دورة تدريبة، إضافة إلى العديد من الندوات وإدارة الحواراًت المنبرية.
وشغل مناصب إعلامية متنوعة، منها رئيساً لتحرير مجلة “تعليم الاحساء”، ورئيس المنتدى الإعلامي في الاحساء، بالإضافة إلى رئاسة اللجنة الإعلامية في الانتخابات البلدية لعام 1425هـ.
إلا أن أبرز محطة في مسيرة عادل الذكر الله الصحفية، كان إشرافه على إصدار محلق الأحساء اليوم، وهو الملحق الذي لاقا نجاحا كبيرا في حينه وحقق انتشار واسعاً.
تميزت تجربة عادل الذكرالله الصحفية بالتنوع، فكتب في جميع الأشكال الصحفية، إلا أن مقاله شمال شرق ميزة ككاتب رأى رصين ومحايد، يعبر بالكلمة عن أدق تفاصيل قضايا وطنه ومواطنيه، كما كانت لتغطياته الصحفية لون خاص ومختلف فعمل حوارات عديدة مع الشخصيات الإدارية والأعيان ورجال الأعمال والمواطنين.
وعلى الرغم من انغماسه في العمل الصحفي، إلا ان ذلك لم يشغله عن العمل العام، فكان عضوا في اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية في الاحساء، بالإضافة إلى عضويته في لجنة أصدقاء المرضى بالأحساء.