ميني نيوز
في الأسابيع الأولى التي تلت فوز حسن روحاني بمنصب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تسرّبت معلومات حول قناعة لديه، بأن الوضع الاقتصادي للبلاد، سيّئ لدرجة لو كان يعرفها لـما كان ترشّح للرئاسة. كانت الإحصاءات وحدها مؤشراً واضحاً على خطورة الوضع الاقتصادي، حيث كان التضخم يفوق 40%. الجديد في الأمر، أن روحاني الذي تحدث علناً منذ أيام عن سوء الاقتصاد، أتاه اقتراح “مبتكر” من نائب إيرانية محافظة انتقدت أداءه في هذا الـمجال.
روحاني أكّد في تصريحاته الأخيرة تلك الـمعلومات الـمسرّبة سابقاً، إذ قال إن الإحصاءات التي يملكها “مخيفة جداً”، وأعلن خلال لقائه مع الـمزارعين الإيرانيين أنّ حجم الديون التي ورثتها حكومته عن حكومة محمود أحمدي نجاد، بما يخصّ استيراد الأسمدة، “يفوق 50 مليار دولار”. وحمَد الله على هذا “الإرث الجيّد” الذي تركته له الحكومة السابقة، متسائلاً بسخرية: “أين كل هذه الاستثمارات التي كانت تتحدث عنها الحكومة السابقة؟ وماذا فعلت بكل عوائد الصادرات، وأين استثمرتها؟”.
وأوضح روحاني أن عوائد الصادرات كانت بحدود مئة مليار دولار سنوياً، ما يعني أن الحكومة السابقة حصلت على 800 مليار دولار طيلة السنوات الثماني الـماضية، وهذا العدد يفوق كل العوائد النفطية الإيرانية.
أثارت تصريحات الرئيس حفيظة الـمتشددين، الذين يرون الحديث عن الوضع الاقتصادي السيّئ “باباً يستغلّه الأعداء في الـمفاوضات”.
ونصحت النائب الـمحافظة فاطمة آليا، الرئيس روحاني، بأن لا يفتح حقيبة نقوده أمام الآخرين، مذكّرةً إيّاه بأن “رئيس لجنة البرمجة والتخطيط في البرلـمان يقول إنّ روحاني تسلّم من الحكومة السابقة نقوداً كافية”، وقالت: “كما أننا نحن النساء الإيرانيات، لو نلقي نصف ما لدينا من الذهب تحت أرجل الـمرشد الأعلى، فتستطيع إيران أن تشتري كل البنوك الأميركية”، وذكّرت الرئيس روحاني بأن “الرجال الإيرانيين ذوي الأذواق الرفيعة يجب ألا ينسوا أنهم في كل الـمناسبات (الأفراح) يشترون الذهب لنسائهم وبناتهم”.