واجهت شركة مايكروسوفت الأمريكية العملاقة إدانة رسمية في النمسا، بعد أن خلصت هيئة حماية البيانات النمساوية (DSB) إلى أن منصتها التعليمية، “مايكروسوفت 365 للتعليم”، انتهكت بشكل غير قانوني قواعد خصوصية البيانات.
وقد توصلت الهيئة إلى أن المنصة كانت تقوم بتتبع الطلاب والمدارس واستخدام بياناتهم لأغراض تجارية خاصة، الأمر الذي يعد مخالفة واضحة للتشريعات الأوروبية الصارمة لحماية الخصوصية.
أفادت منظمة “نويب” (NOYB)، وهي منظمة أوروبية غير حكومية متخصصة في الدفاع عن الخصوصية الرقمية، في بيان لها صدر في أكتوبر الماضي، بأن قرار الهيئة النمساوية أكد أن المنصة، التي توفر نسخ الويب من تطبيقات مثل “وورد” و”إكسل” و”باوربوينت”، اعتمدت على أدوات تعقب وملفات تعريف ارتباط (كوكيز) لجمع معلومات المستخدمين دون الحصول على موافقة صريحة منهم.
وأوضحت “نويب” أن التحقيقات كشفت عن إرسال المنصة للبيانات إلى خوادم الشركة لأغراض تسويقية وتحليلية داخلية، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع اللوائح العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي (GDPR)، ويُعد انتهاكاً صريحاً لمبدأ الشفافية وحق الأفراد في التحكم بمعلوماتهم الشخصية.
وفي هذا الصدد، أشار فيليكس ميكولاش، محامي حماية البيانات في منظمة “نويب”، إلى أن ادعاءات مايكروسوفت بخصوصية خدماتها التعليمية ثبت عدم صحتها من خلال هذه التحقيقات.
وأضاف ميكولاش أن محاولات الشركة لإلقاء مسؤولية هذه الانتهاكات على عاتق المدارس والمؤسسات التعليمية “غير مقبولة قانونياً”.
ويلزم القرار الشركة بتقديم إيضاحات حول ما إذا كانت قد شاركت البيانات الشخصية للمستخدمين مع منصاتها الأخرى، مثل “لينكد إن”، إضافة إلى ضرورة توفير شفافية أكبر لعملائها من المؤسسات.
واعتبرت “نويب” أن الممارسات الحالية لمايكروسوفت تجعل استخدام منصتها التعليمية غير متوافق مع قوانين حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي.
