ميني نيوز _ حليمة بن درويش – مسؤول اللجنة الإعلامية
قدم المفكر والباحث الدكتور / هاشم الصالح , ضمن البرنامج التدريبي والتأهيلي لمسابقة سيدة جمال الأخلاق ورشة ( وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ) وذلك ضمن البرنامج التدريبي والتأهيلي لمسابقة سيدة جمال الأخلاق في دورتها السادسة , مساء الأربعاء الموافق 21/6/ 1434هـ – 1/5/ 2013م . في مدارس الخط الأهلية .
وتحدث الصالح في مقدمة الحوار عن أهمية الأخلاق وأثرها في حياة الفرد والمجتمع وبأن أول معصية في التاريخ كانت بسبب إسقاطات أخلاقية حين وضع إبليس نفسه في موضع مقارنة مع نبينا آدم عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام , وأشار الصالح إلى أهمية بر الوالدين وهي القيمة الأعلى التي تركز عليها المسابقة بالإضافة إلى القيم الأخلاقية الأخرى مشددا في كلامه بأن مهارات بر الوالدين سببا إن أحسن استخدامها لسعادة الدارين , وقبل أن يستعرض الصالح طرح المهارات أثار حوارا مع المتسابقات في ماهية الهدف من وجود الإنسان في أرض الله وكان الحوار شيقا ومدعما بالشواهد وصولا للنتيجة بأن الإنسان هو خليفة الله في أرضه رغم خوف الملائكة من الفساد وسفك الدماء من قبله إلا أن الله أوضح لهم بأن هذا المخلوق الذي سيستخلف الأرض يملك العلم وبه فطرة خيرة تحقق المعادلة العظمى بأن يكون بمستوى الخلافة , وهذا يقودنا إلى حقيقة أخرى وهي أهمية بر الوالدين في ضوء كل هذه المعطيات إذ أن برهما عبادة بل ومن أعظم العبادات حيث قرنها الله تعالى بطاعته وعبادته قال تعالى :” وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ” .
وأكد الصالح بأن بر الوالدين ليس في طاعتهما فقط أو زيارتهما وإنما بضرورة الانتباه لأدق التفاصيل فقد نسيء إليهما حين نخدش مشاعر أحدهما وعليه فلابد من الانتباه لإيماءات الوجه وتعابيره عند الحديث معهما فمجرد النطق بكلمة أف هي إهانة لكرامتهما فكيف بالإساءة إليهما وخدش مشاعرهما !
ووجه الصالح سؤاله للمتسابقات كيف نوازن بين رغباتنا وبين طاعة الوالدين وتجاوبت المتسابقات مع الدكتور بعض الأفكار والمقترحات والاستدلال بتجاربهن الشخصية في ذلك , إلا أن الصالح رغم ثنائه على ما تم طرحه شدد بأنه يجب علينا جميعا أن نراعي حال الاختلاف معهما في وجهة النظر ضرورة الاحترام لهما مهما كان الرأي المطروح مستشهدا بقوله تعالى : ” واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ” .
فإذا كان مطلوب من المؤمن أن يتذلل لأخيه المؤمن فكيف بالوالدين فهما أحق بالتذلل لهما وجاء الخطاب الرباني بخفض جناح الذل لهما من الرحمة وهنا إشارة عظيمة فالرحمة هي لنا وليس فيها أي ذل وهذا منتهى الفيض الإلهي .
والجدير بالذكر في حديث الصالح بأن معجزة الإسلام هي نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبأن معجزة الرسول هي أخلاق , فالأخلاق هي سعة النفس وسعة القلب حيث يتسع لكل ما هو نوراني بنور القرآن , وبأن الأخلاق هي من تحدد مصير الإنسان , موضحا بأنها معادلة جميلة جدا فكلما ازدادت أخلاقنا كلما اقتربنا من النور وكلما نزلنا لوالدينا كلما ارتفعنا عند الله تعالى وختم الصالح حديثه بأنه يجب على الإنسان أن يسعى لبر وطاعة والديه ليس في حياتهما فقط وإنما يمتد ذلك ويستمر بالدعاء لهما حتى بعد مماتهما فهو مهما فعل لن يوافيهما حقهما أبدا وبأن الدعاء للوالدين إكمال لعمله ليصل به إلى رضا الله تعالى .
وفي ختام الورشة قدمت مسؤولة التدريب والتأهيل الأستاذة / عروبة آل نصر درعا تكريميا للدكتور / هاشم الصالح , شاكرين له تلبية دعوة المسابقة ومتمنين له دوام الموفقية والسداد .