رمضان العوامى – المختصر الاخبارية
بيّن أحد الاطباء الفرنسيين في بحثه الذي إستمرّ سنوات عدّة أنّ “علاقة الطفل بأمّه مرتبطة أساساً بحاسّة الشمّ، وأنّ الطفل يتعلّق بأمّه ويتعرّف إليها عبر إستخدامه حاسّة الشمّ، ولذلك يقبل الرضاعة من أمّه وليس من أيّ إمرأة اخرى”.
بيّن أحد الاطباء الفرنسيين في بحثه الذي إستمرّ سنوات عدّة أنّ “علاقة الطفل بأمّه مرتبطة أساساً بحاسّة الشمّ، وأنّ الطفل يتعلّق بأمّه ويتعرّف إليها عبر إستخدامه حاسّة الشمّ، ولذلك يقبل الرضاعة من أمّه وليس من أيّ إمرأة اخرى”.
وللتوصل الى نتيجته هذه، قرّب الطبيب من قطع قماش من أنوف الاطفال البالغين والطفل الذي تعرّف على رائحة والدته عبر القطعة القماشية كفّ عن البكاء مباشرةً، أمّا ذلك الذي لم يشمّ رائحة والدته فإستمرّ بالبكاء. ولم يكتفِ الطبيب بهذه التجربة وحسب، وإنما درس أيضاً إمكان الامّ الشعور بإبنها بواسطة حاسّة الشمّ، فقرّب من كلّ منهنذ حوالى الـ20 قطعة من الملابس. وتبيّن أنّ الامّ تعرّفت مباشرة على القطعة التي تعود الى طفلها.
والجدير بالذكر، أنّ الدراسة شملت أيضاً الاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسادسة، وشملت أمّهاتهم وآبائهم، وكانت النتيجة مماثلة، فإستنتج الطبيب المسؤول أنّ “لكلّ عائلة رائحتها الخاصّة التي تقرّب الأفراد من بعضهم البعض”.
يذكر أنّ حاسّة الشمّ تتميّز عن غيرها من الحواس، لناحية موقعها المهمّ في الدماغ وقدرة الانسان على تذكّرها أكثر إذ تتركّز في الذاكرة مدّة أطول. وبما أنّ الدراسات النفسيّة والتربويّة شددت على أنّ عمليّة تكوين الشخصيّة تبدأ منذ الطفولة، دعت هذه الدراسات الاهل الى منح أولادهم الحبّ والحنان فيتذكّرون روائحهم وهذا ما يزيد من متانة الروابط بينهم. مؤكدّةً أن “دور الحضانة لن تكون البديل الحقيقي عن الام خصوصاً، وعن النظام الفطري المعروف بالاسرة عموماً”.
وأشارت الدراسات التربوية والتجارب العلمية الى أنّ “افتقاد الطفل لدفء مشاعر الامومة وإبعاده عن أحضان اسرته لفترة من الوقت، تؤثر في بناء شخصيته وتكوينها”، مثبتةً أنّ “أي جهاز آخر غير جهاز الاسرة لا يعوض عنها ولا يقوم مقامها، بل يضرّ بتربية الطفل وبتكوّن شخصيّته”.
ولا سيما نظام المحاضن الجماعية المعروفة بدور الحضانة والتي اريد لها ان تكون بديلا عن النظام الفطري (الأسرة)، ذلكلان الطفل في العامين الاولين من عمره يحتاج الطفل الى اشباع حاجة فطرية في نفسه بالاستقلال بوالديه وليس بابعاده عنهما.. ويحتاج الى ام لا يشاركه فيها غيره من الاطفال.
وعندما يتدرج الطفل في السن تزداد حاجته الفطرية الى الشعور بان له اباً وأماً ينتسب اليهما. وهذا ما لا يتوافر الا في ظل الاسرة الطبيعية. وتبقىا لخطورة عندما تقوم دور الحضانة بصياغة عواطف الطفل على شكل معين يتناسب مع ايديولوجيات معينة بعيدا عن حاجته الطبيعية ومتطلباته الاساسية، متمثلة في زمن ضوابط صارمة تمنعه من التعبير عن مشاعره ورغباته.