اعلن المرصد الفلكي بحوطة سدير التابع لجامعة المجمعة بالمملكة العربية السعودية أنه سوف يشهد العالم بمشيئة الله تعالى يوم الأثنين الموافق 09 مايــو 2016م عبور كوكب عطارد لقرص الشمس. حيث سيمر كوكب عطارد بين الأرض والشمس فيرى من على سطح الأرض كنقطة سوداء صغيرة تتحرَّك عبر قرص الشمس ، وكان أخر عبور له في الثامن من نوفمبر 2006م.وتشاهد هذه الظاهرة في (أسيا ماعدا الجزء الجنوبي الشرقي منها وماعدا اليابان ــ أوربا ــ أفريقيا ــ جرين لاند ــ الأمريكتين ــ جزرالمحيط الهادئ).ويشاهد عبورعطارد لقرص الشمس بالمملكة كما بينت حسابات المرصد الفلكي بحوطة سدير التابع لجامعة المجمعة ، أنه في تمام الساعة الثانية والدقيقة 12 ظهراً وتبلغ ذروته في تمام الساعة الرابعة والدقيقة 57 عصراً ، وينتهي عبور عطارد لقرص الشمس مع غروب الشمس في كل مدينة على حدة داخل المملكة العربية السعودية.يمكن مشاهدة هذه الظاهرة مباشرة بواسطة المناظير الفلكية الخاصة المزودة بالفلاتر الشمسية وذلك لحماية العين من أضرار أشعة الشمس المباشرة أو بشكل غير مباشر وذلك بإسقاط صورة الشمس بواسطة المنظار على ورق أبيض. أما بالنسبة للنظارات الشمسية فإن أستخدامها غير مجد لهذه الظاهرة نظراً لصغر كوكب عطارد بالنسبة للشمس.مما هو جدير بالذكر أن ظاهرة عبور عطارد لقرص الشمس حدث فلكي أكثر شيوعاً على الأرض بكثير من عبور الزهرة إذ يحدث 13 – 15 مرة في القرن فيما يحدث عبور الزهرة في أزواج تفصل بين كل عبورين فيها ثماني سنوات وبين كل زوجين مدة تزيد على القرن كان آخرها عامي 2004 و 2012 والعبور القادم سيكون عام 2117 وذلك كون عطارد أقرب إلى الشمس ويدور حولها بسرعة أكبر.ويحدث عبور عطارد عادة في شهري مايو ونوفمبر وقد كانت آخر خمسة أحداث عبور له في ” 1986 – 1993 – 1999 – 2003 – 2006 ” ثم العبور المرتقب بتاريخ 9 مايو 2016 يعقبه عبور عام 2019 ثم 2032.يمكن القول بأن ظاهرة العبور تشبه تمامًا ظاهرة كسوف الشمس حين يعبر القمر من أمام قرص الشمس ليحجب عنّا جزءًا منها أو كلها. فالكسوف في أصله عبور لكنه خاص بالقمر، لكن أحدًا من الفلكيين لا يسمي ظاهرة الكسوف عبورًا لتمييزها ، في حين أن كلمة العبور اختصت بمرور كوكبي عطارد والزهرة من أمام قرص الشمس ، ويمكن تعميمها على أي جرم سماوي أو مركبة فضاء تعبر من أمام قرص الشمس. ولأن كوكبي عطارد والزهرة أقرب إلى الشمس من الأرض ويدوران في مدارحول الشمس أصغر من مدار الأرض حولها فإنهما أحيانًا يصلان الى نقطة في مدارهما تدعى الاقتران الداخلي (السفلي) يقعان فيها بين الأرض والشمس تمامًا. هذا الاقتران الداخلي نادرًا ما يحدث على خط واحد بين الأرض والشمس وعطارد (أو الزهرة) ، فإن حدث دعي حينها عبورًا ، حيث يمر الكوكب من أمام قرص الشمس ، فيراه من كانت الشمس عليه طالعة وقتئذ.يتميز كوكبي عطارد والزهرة بأنهما كوكبان داخليان لهما خاصية العبوردون سائر الكواكب ، ولا يظهران أبدًا في منتصف الليل ، إنما يرافقان الشمس دومًا ، إما صباحًا أو مساءً.ولأن كوكب عطارد كوكب داخلي ، وكذا الزهرة ، فهما يظهران من الأرض بأطوار القمر ، إما هلالاً أو تربيعًا أو أحدبًا ، لكننا لن نراهما بدرين أبدًا ، ذلك لأنهما يكونان حينها خلف الشمس.تصل درجة حرارة كوكب عطارد وهو الكوكب الأقرب إلى الشمس أكثر من 350 درجة.يستفاد من عبور كوكب عطارد لقرص الشمس في ملاحظة ما يعرف بإظلام الحافة للشمس ، حيث يكون العبور من حافة قرص الشمس الى وسطها ومن المعروف أن وسط الشمس ألمع من حافتها.ويستفاد أيضاً من عبور كوكب عطارد لقرص الشمس في دراسة ما يحدث لضوء النجوم عندما تمر كواكبها من أمامها. ويستخدم ذلك العبورفي دراسة الإضطرابات التي تعتري مدار كوكب عطارد حول الشمس ، وكما يل هذا العبور على إختبارمدى دقة الحسابات لمدارات الكواكب.