رمضان العوامى ــ الدمام ــ المختصر الإخبارية
حصدت أمانة المنطقة الشرقية المركز الأول على مستوى المملكة جائزة سيتي سكيب جدة 2014 العالمي عن فئة المشاريع الثقافية والاجتماعية ممثلة في مشروع السوق الشعبي النسائي التاريخي من حيث اعادة تأهيله وتطويره ليكون مقصداً ومعلماً على الخريطة المحلية والاقليمية السياحية ، جاء ذلك خلال حفل نظمه مؤتمر ستي سكيب العالمي مساء يوم امس الاثنين الموافق 6/7/1435هـ، في معرض جدة لتطوير المدن والاستثمار العقاري – سيتي سكيب جدة 2014 والذي يقام في مدينة جدة ويستمر لمدة ثلاثة أيام وبمشاركة عدد كبير من شركات التطوير العقاري المحلية والعالمية والمستثمرين في هذا القطاع والمسئولين الحكوميين وعدد من كبار صناع القرار في مركز جدة الدولي للمعارض وقد قام المدير التنفيذي لسيتي سكيب جدة السيد ذيب مرواها بتسليم أمانة المنطقة الشرقية جائزة ودرع المركز الاول لمشروع تصميم السوق النسائي الشعبي بالدمام حيث تسلم الجائزة كلاً من مدير عام ادارة العلاقات والاعلام الاستاذ محمد بن عبدالعزيز الصفيان، والمهندس , سامي بن عدنان الحداد مدير الدراسات بمشاريع التخطيط والذي كان مدير المشروع من قبل الامانة في مرحلة تصميم المشروع واستشاري ومصمم المشروع المهندس/عبدالفتاح بن عبدالهادي المؤمن من مكتب عبدالفتاح المؤمن للاستشارات الهندسية، وقد فازت الامانة بهذه الجائزة وسط منافسة كبيرة على مستوى المملكة باختلاف المشاريع المقدمة بعد مرحلة تقييم وتمحيص من قبل لجنة تحكيم دولية خاصة بالجائزة حصدت بموجبها الأمانة على هذا الفوز بعد ان وصلت اللجنة في ترشيح مشروعين تنافسا على هذه الجائزة اولهما مشروع السوق النسائي الشعبي بالدمام ومركز الامير سلطان الحضاري بجدة وقد حضر الحفل عدد كبير من المسئولين وكبار رجال الاعمال من داخل المملكة وخارجها وعدد كبير من المهتمين والمختصين في مجال الاستثمار والتطوير العقاري ولجنة التقييم الدولية.
وتأتي فكرة اقامة السوق الشعبي النسائي بناء على رؤى واهداف وضعتها امانة المنطقة الشرقية وتم ترجمتها الى تصاميم تم تحقيقها من قبل استشاري المشروع وفريق العمل من قبل الامانة من خلال تحقيق عدد من الاهداف والتي تمثلت في إعادة احياء السوق التاريخي النسائي الشعبي والذي تجاوز عمره ما يقارب اربعين عاماً وذلك لوضعه مرة اخرى على الخريطة العمرانية والسياحية لحاضرة مدينة الدمام وقد روعي من خلال التصميم تحقيق مبدأ الاستدامة والذي تمثل في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية كما روعي ربط المشروع عمرانياً بأنشطة المشاريع المجاورة للمشروع والمحيطة به وجعلها منظومة استثمارية تكامليه واحدة وكانت جودة المخرجات الحضرية والمعمارية تعكس هوية المنطقة الشرقية مستخدمة اللغة والمفردات التي ميزت مفرداتها ولغتها المعمارية ، بحيث يصبح السوق مقصداً سياحياً ضمن بيئة تحقق احتياجات المشاة وذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة آمنه مما يسهل ويشجع على الحركة داخل السوق.
كما ركزت الأمانة في هذا المشروع على اهداف استراتيجية تمثلت ايضاً في احتضان الكثير من النساء صاحبات المشاريع الصغيرة والمنتجة ومن ذوي الدخل المحدود لعدد مائة وخمسة وستون مبسط يتم ايجارها عليهن برسوم رمزية تشجيعاً ودعماً لدورهن في المجتمع كما حرصت الامانة في ضمن البرنامج الوظيفي للمشروع على عمل مركز تدريب حرفي لهذه الفئة من المجتمع في نفس مكونات المشروع لمساعدتهن في تطوير مهارتهن ودعم استثمار منتجاتهن من خلال عرضها وبيعها في الاكشاك و المباسط المخصصة لذلك بالإضافة الى ذلك يحتوى المشروع على سبعة وخمسون محل تجاري بأنشطة متنوعة بما فيها مقاهي شعبية درست مواقعها بعناية لتحقيق تكامل الانشطة الخدمية والتجارية للمشروع في الوقت الذي يتوسط المشروع ساحة اعدت لاحتضان المناسبات والاحتفالات التي تدعم فكرة واهداف المشروع والتي تقام على مدار السنة مثل الحفلات الشعبية واقامة المعارض والمناسبات الوطنية وغيرها من مناسبات اخرى .
كما يأتي هذا المشروع استكمالاً لمشروع تطوير منطقة وسط الدمام المركزية وسط نسيج عمراني يعكس هوية المنطقة التراثية و العمرانية والذي فازت به ايضا امانة المنطقة الشرقية في جائزة منظمة المدن العربية والذي اقيم في الدوحة مؤخراً والذي عمل على اعداد دراسته مكتب المهندس,عبدالفتاح المؤمن للاستشارات الهندسية من خلال مشروع سابق مع الامانة .
يذكر أنه تم انجاز ما نسبته 80 بالمائة من مرحلة تنفيذ مشروع السوق الشعبي في مدينة الدمام وأنه من المتوقع ان يبدأ التشغيل فيه بعد حوالي خمسة أشهر بإذن الله، كما أن المشروع هو عبارة عن مجمع تجاري وشعبي، يقع على شارع الملك خالد، بحي القزاز في مدينة الدمام، بمساحة إجمالية تقدر بـ 17000 الف متر مربع تقريباً ، ويتكون من طابقين، ويتضمن أنشطة تجارية متنوعة مثل: محال تجارية، وورش للذهب، وصالة عرض مجوهرات، ومعهد تعليم صياغة الذهب، ومباسط نسائية ورجالية، ومواقف سيارات، إضافة إلى الخدمات اللازمة والمساندة للسوق.
ويحتوي الطابق الأرضي للسوق على محلان كبيران، و7 محلات متوسطة، و48 محلا صغيرا، و165 بسطة شعبية، إضافة إلى دورات المياه ومصلى ومقهى (بوفيه) ومقهى شعبي، فيما يحتوي الطابق الأول على مكاتب إداري، ومكاتب المدربين، وفصل تدريب، وقاعة تدريب، وصالة متعددة الأغراض، وروعي في السوق أهمية توفير جلسات داخلية وخارجية مظللة وتوفير الخدمات المساندة للنشاط من مقاعد الجلوس والاستراحة والتخزين والتخلص من النفايات.
وقد تم تطوير وتنسيق الموقع العام بما يتلائم مع وظيفة السوق، ومراعاة أهمية المشروع من الناحية الجمالية والسياحية، وتم الأخذ في الاعتبار عند التصميم متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تم الأخذ بوسائل السلامة واحتياجات الأمن حسب اشتراطات الدفاع المدني وتوفير مخارج للطوارئ، وتم مراعاة تميز شكل المبنى معمارياً نظرا لأهمية الموقع والمحافظة على إبراز الهوية المعمارية التقليدية ودراستها بطريقة علمية. وحرصت الأمانة على إعادة تطوير السوق بما يحافظ على الأنشطة التراثية والشعبية التي تقدم من خلال ذوي الدخل المحدود، كما يشجع السوق الأسر المنتجة على تسويق منتجاتها والتي اكتسبت خلال عقود قاعدة شعبية عريضة بالدمام وفي الوقت الراهن أصبحت مقصدا سياحيا لمرتادي المنطقة لشراء الاحتياجات التقليدية والشعبية.
كما أن الأمانة دأبت على أشراك القطاع الخاص في التنمية العمرانية بالمنطقة، من خلال توفير العديد من الفرص الاستثمارية، لإقامة مشاريع ذات أنشطة مختلفة فمنها السياحي والترفيهي والصحي والتعليمي إضافة إلى مواقع ذات طابع شعبي وذلك بغرض توفير أفضل الخدمات لسكان المنطقة ومرتاديها.هذا بالإضافة الى ان أمانة المنطقة الشرقية تحرص على تقديم المشاريع الخدمية والاستثمارية بما يحقق الأهداف المرجوة من تنفيذها أو أعادة تطويرها، بعد القيام بالدراسات اللازمة، والتعاون مع القطاع الخاص ذو الملاءة المالية والخبرة العملية في إقامة وتشغيل المشاريع بنظام (بي. أو. تي)، ومن تلك المشاريع الاستثمارية السوق الشعبي بالدمام.