تقرير/ حكيمه الجنوبي – المختصر الإخبارية
أكد الدكتور أحمد عبدالله ربابعة (دكتوراه في التربية الخاصة بجامعة الدمام) في محاضرة تهدف لاكتشاف الذكاءات الكامنة لدى الشخص بعنوان ” الذكاءات المتعددة”، منطلق النظرية أنَّه: لا يوجد شخص غير ذكي! المحاضرة امتازت بجمع حشد من المختصين والمربين من كلا الجنسين تجاوزوا خمسين شخصاً ضمن المحاضرة الأسبوعية بمقر الملتقى النفسي الاجتماعي، يوم الأربعاء 13/ 8/ 1435.
بين خلالها ربابعه تحقق وجود ثمانية من الذكاءات بتفاوت عند كل الافراد ففي الحين الذي يكون فيه شخص ما لغوياً بدرجة عالي قد يكون هو ذاته منطقياً بدرجة أقل، ولذلك لا نتعامل مع الآخرين على أنهم أذكياء أو قليلي الذكاء فكل شخص يمتلك درجات متفاوتة من كل نمط.
وأوضح أنَّ الذكاءات وإن تعددت فهي لاتتعدى الثمانيه(الذكاء اللغوي – اللفظي، الذكاء المنطقي الرقمي، الذكاء المكاني – البصري، الذكاء الجسمي – الحركي، الذكاء الإيقاعي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الذاتي – الداخلي، الذكاء البيئي الطبيعي)، وإستفاض ربابعه في شرح مظاهر وسمات كل نوع من الذكاءات كلاً على حدى و مدى القابلية للتعلم والتعليم.
وكشف أنَّ نظرية الذكاءات المتعددة أكثر ما تكون واضحة في تطبيقاتها التربوية، وقد لاقت هذه النظرية إقبالاً متزايداً من المربين والمعلمين والطلبة لما لها من انعكاسات واضحة على طرق التدريس والتعلم.
وأشار إلى أنَّ الأنظمة التربوية التقليدية قدمت تعليماً لفظياً إستفاد منه الطلبة الذين يتمتعون بذكاء لفظي، أما بقية الطلبة فلم يستفيدوا من التعليم بشكل واضح في حين لو تلقى كل طالب تعليماً حسب ذكاءه وتمثيلاته المفضلة لكان طالباً متفوقاً، ولَتغيرت كثير من الحقائق التربوية والتعليمية الحالية، ولما كان الطلاب المتفوقين حالياً –اللفظيون – هم أفضل الطلبة.
ونوه ربابعه على وجود استراتيجيات للتعليم يمكن إتباعها لتتم العملية التعليمية بصورة صحيحة وفق قابلية الطالب وتنميتها وتكون وفق نوع الذكاء وعليه يتم اختيار طرق التدريس المفضلة، الأدوات التعليمية والأنشطة المفضلة.
وأفاد بأنَّ التدريس بنظرية الذكاءات المتعددة لها أهمية واضحة في توسيع مفهوم الذكاء وتغير من أسلوب التدريس، وتساعد المعلم في إيجاد أكبر قدر من البدائل وتقدم مفهوماً واسعاً وعميقاً عن المعرفة.
وكشف أنَّ هذه النظرية أسهمت بدرجة كبيرة في مجال التربية الخاصة فهي تكشف عن الموهوبين وتساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على التعلم وكذلك من يعانون من صعوبات التعلم.
ومع تعدد الحضور كماً ونوعاً تعددت المداخلات والتساؤلات من بين من كان له باع في مجال التدريس أو المجال المهني أو التربوي من قبل الأهل والمدرسة معاً؛
حيث تسائل الأستاذ أسامة الشخص عن : كيف يتم تطوير المناهج التعليمية وفق نظرية الذكاءات المتعددة؟
فأجاب : إنَّ أول ما وجدت هذه النظرية وتم تطبيقها في العملية التعليمية كان في أمريكا عام 1982م وطبقت في 12 مدرسة وتم تقسيم الطلاب فيهاوفق أربع أنماط من الذكاء ولُوحِظَ عليهم تغير في الأداء وعليها تم تغير المناهج وأُحدِثت ثورة وتنمية في المعرفة بعد أن كان التعليم يعتمد على جانب الذكاء (المنطقي – اللغوي).
وتسأل أحد الحضور عن كيفية تنمية هذه الذكاءات لدى الأبناء ؟ فتحدث عن ضرورة وجود وعي من قِبَل الأسرة من عمر الطفولة المبكرة لمعرفة بواطن القدرة والعمل على تنميتها وإن كانت بسيطة في العادة مع التعاون من قبل المدرسة، بالإضافة إلى الاخذ بعين الاعتبار النظر الى فوائدها في تنمية التفكير الناقد والمنطقي في التعلم.
وتسأل الأخصائي النفسي :خالد آل مريط: هل يوجد اختبارات للذكاء تفيد في تنمية هذه الذكاءات وهل تتم من جميع الجوانب أو جانب واحد فقط؟
فأفاده بأنَّ اختبارات الذكاء لا يمكن التقليل من قيمتها والحاجة لها على فعلى الرغم من الانتقادات الموجهة لها الا أننا نحتاجها بشكل فعلي وتكون مرتبطة ارتباط وثيق بالتحصيل ولابد من أنْ يخضع لها المتعلم في المدرسة ومن يقوم بها يتحتم أن يكون متمرس في القياسات.
وعقب أخصائي القياس النفسي :أ.فيصل آل عجيان على العامل العام (الذكاء العام) حيث عبر بأنَّ الدراسات أثبتت وجود مستوى شبه ثابت في الذكاءات المتعددة لذات الفرد وهو ما يكشف عن العامل العام بحيث يتسق ذكاء الفرد في المجالات المتعددة ويظهر ذكاءاً متقاربا في جميع المجالات مالم تكن لديه صعوبة تعلم، كما أن فكرة الذكاءات المتعددة لا تعني IQ مع العلم أنَّ اختبارات الذكاءات المتعددة تُقاس وفقاً للتقدير الذاتي الامر الذي يجعلها ليست اختبارات قدرة بمقدار ما هي اختبارات ميول واتجاهات.
و في ختام المحاضرة شكر المدير العام للملتقى:أ. فيصل آل عجيان و المشرفة العام له: غالية الجمال الحضور والدكتور أحمد عبدالله ربابعه على قدم من معلومات غنية تفيد في اعادة النظر تجاه ذكاءات الأفراد وتساهم في حثهم على اكتشافها وتنميتها.