حكيمه الجنوبي – القطيف – المختصر الاخبارية تصويرحسين السلطان
إستضاف الملتقى النفسي الاجتماعي بالقطيف الدكتور: محمود محمد أبوجادو دكتوراه في التربية الخاصة تخصص موهبة وتفوق علمي ويعمل بجامعة الدمام؛ للحديث عن أطر من أطوار تفكير الجيل الجديد وذلك على هامش المحاضرات الأسبوعية له بعنوان “تعليم التفكير الإبداعي” مع حضور شبابي ضم ذوي الاختصاص والمهتمين وتجاوز الستين شخصاً من كلا الجنسين.
الإبداع والتعليم بطريقته هو الجو السائد على المحاضرة لِمَ لا! ونحن في عصر ينشأ بين طياته أجيال تتميز بالتفكير الإبداعي هذا ماعبر به أبو جادو الى جانب تركيزه على أن الأطفال أكثر قابلية للتفكير الإبداعي من الكبار لأن الكبار يحكم تفكيرهم لحل المشكلات الأطوار والقيود والقوانين الحياتية عكس الأطفال الذين يطغى عليهم التفكير التخيلي بشكل واسع في حين يعد الخيال أحد مهارات التفكير الإبداعي.
وأفاد أبوجادو أن التفكير بصورة إبداعية يعد من مهارات التفكير العليا ويقيم على أنه نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نتائج أصيلة لم تكن معروفة سابقاً ويتميز هذا النوع من التفكير بالشمولية والتقيد لأنه ينطوي على عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة.
وشدد عند السعي للتفكير بصورة إبداعيه لابد من تواجد قدرات عقلية فوق المتوسط لدى الفرد مع ضرورة توفر مهارات لتتم الفكرة الإبداعية بصورة مدروسة وواعيه كالطلاقة وهي: القدرة على توليد عدد كبير من البدائل أو المترادفات أو الأفكار أو المشكلات أو الاستعمالات عند الاستجابة لمثير معين، المرونة وهي :توليد وتنوع في الأفكار وتوجيه أو تحويل مسار التفكير مع تغير المثير أو وفق متطلبات الموقف، وأيضاً الأصالة وهي: تعني الجدة و التفرد وهي أكثر المهارات ارتباطا بالتفكير الإبداعي.
وتحدث الدكتور عن مراحل العملية الإبداعية والتفكير الإبداعي وأنه يحدث من عدة سياقات وهو تطوير المهارات من خلال الأصالة والمرونة والطلاقة ولكن عند النظر إلى المبدعين في العالم نجد أنهم مرو بعدة مراحل (ليس من باب الصدفة) والتي تتدرج بين مرحلة الإعداد، مرحلة الاحتضان (الكمون)، الإصرار والمثابرة، الإشراق والنشر، و أخيراً التحقق والبرهان مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعضهم كانو يعانون من بعض صعوبات في التعلم و الإعاقات واستطاعوا التغلب عليها فقط وجد عندهم خيال واسع وحاولوا تحقيقه مع التدريب عليه.
كما عرف الحضور بالعصف الذهني و كيف يتم ؟ وأنه أحد الطرق المهمة لتنفيذ وتعلم عملية التفكير الإبداعي وأول ما وجد في الصناعة والإنتاج، وهو :عبارة عن اسلوب جماعي للتفكير والمناقشة بين مجموعات صغيرة يهدف إلى توليد الأفكار لحل مشكلة معينة، وتقوم على تأجيل إصدار الأحكام المطروحة والنقد أثناء المرحة الأولى من عملية العصف الذهني وتوليد كمية ونوعية من الأفكار كما أن الأفكار تعتبر ملك الجميع ويمكن الجمع بين فكرتين لتوليد فكرة واحدة ذات جودة وتفرد في النوع، عليه يتصف العصف الذهني (التفكير خارج الصندوق).
وعلى نسق الموضوع المطروح كانت تساؤلات جاءت من قِبل الحضور إذ سألت الأستاذة :زينب السعيد هل توجد منطقة في الدماغ مسؤولة عن عملية التفكير الإبداعي ليتم تنشيطها؟ أجابها الدكتور أن في عملية التفكير الإبداعي لابد من تفعيل شقي الدماغ لأنه يعتمد على تنشيط عمليات التعلم الأكاديمي والإنمائي كما أنه نوع معقد ويعتمد على الخيال وتحفيز الخلايا في الدماغ.
وكذلك سألت الأستاذة :سلمى آل حمود كيف يتم تنمية الإبداع عند الأطفال، وهل يمكن أن يكون بالوراثة ؟ أوضح أن الناس تختلف في القابلية والاستعداد من الناحية الوراثية وأن وجد له بعد وراثي لكن ليس بدرجة كبيرة مع ضرورة توفير بيئة تحفز وتنمي الإبداع من خلال التدريب والتطوير والممارسة.
من جانب آخر تحدث أحمد الدعلوج عن تجربة أحد طلاب الدكتور الحاضرين من خلال قيامه بعملية قياس بينيه للذكاء له لمحاولة تنمية القدرات الإبداعية، تبين له من خلال النتائج أن الذاكرة البصرية أقوى من السمعية بعكس ما كان متوقع، ووجد أن الجانب الكمي أفضل من الجانب اللفظي.
بعدها أوصى الدكتور أبوجادو بوعي الأسرة والمدرسة بالتفكير بطريقة إبداعية وغرسه في فكر الأبناء من الصغر وذلك من خلال البحث والاستنتاج، البعد عن البرامج والمناهج التي تقتل الإبداع والعمل على التوازن بين المناهج التي تعتمد على التلقين وتنميتها من خلال توليد البدائل المرنة، تفعيل الدور المؤسسي في دعم الموهوبين والمبدعين من خلال ايجاد الوسائل والكفاءات و الدعم المادي.
وختاماً قدم كلاً من المدير العام للملتقى النفسي الاجتماعي الأستاذ :فيصل آل عجيان والمشرفة العام له الأستاذة: غالية الجمال جزيل الشكر للدكتور أبو جادو لما قدمه من فيض معرفي ساهم في نشر الثقافة الإبداعية الهادفه لتوعية الجميع.